مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يعكس الحوار بين العلم والفلسفة في العصر الحديث وجود صلات وثيقة بينهما، تدعمها وحدة النسق النظري ومنطق تشكّل الفكر. وإذا كان العلم الحديث قد شيد لنفسه نموذجًا علميًا يأخذ بمبدأ التأصيل المتمثل في عزل الظاهرة العلمية وتنقيتها من كل الشوائب المضافة إليها، بغية تحديد أسبابها وقوانينها، فإن الفلسفة الحديثة، وخصوصًا السياسية منها، قد استدمجت هذا المفهوم "التأصيل" في سيرورة بناء نظريتها في المجتمع. من هذا المنطلق، تأتي هذه الورقة البحثية المعنونة بـ " مطلب التأصيل في الفلسفة السياسية الحديثة" لتقارب السؤال الآتي: ما المقومات والمسوغات المنهجية والفلسفية التي جعلت نقل مبدأ التأصيل من مجال الاشتغال العلمي إلى مجال الفلسفة السياسية الحديثة ممكنا؟ لتحقيق هذا الهدف، سنتناول الإشكالية عبر محورين رئيسيين: أولاً، في مبدأ التأصيل العلمي والفلسفي؛ وثانيًا، تجليات حضور مبدأ التأصيل في نظرية المجتمع الحديثة من خلال نموذجي: توماس هوبز وجان جاك روسو.