الكفايات التواصلية وأدوارها في الارتقاء بالمُمارسات المهنية للتربية والتكوين

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الخامس عشر: 19 مايو 2024
من مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية

الكفايات التواصلية وأدوارها في الارتقاء بالمُمارسات المهنية للتربية والتكوين

محمد الحامدي
الملخص

تحتل الكفايات التواصلية موقعا أساسيا داخل حقل المُمارسات المهنية للتربية والتكوين، ذلك من مُنطلق أن المُتدخّل التربوي يجد نفسه أمام مشهد تفاعلي دينامي، يقتضي الوعي بأهمية البعد التواصلي في تطوير وتجويد الأداءات المهنية، وذلك من جهة الاختصاصات والمواقع والأدوار، وأيضا بحسب الوضعيات الاعتيادية ومختلف المستويات النظرية والميدانية، تلك التي تقتضي استثمار التراكم المعرفي والبيداغوجي الحاصل في مجال العلوم الإنسانية بشكل عام، وفي تخصص التواصل وسوسيولوجيا التنظيمات الاجتماعية وعلم النفس بشكل خاص، وكل ذلك على نحو ينسجم والمستجدات التربوية الكفيلة بتأهيل أطر تربوية مُجدّدة ومُبدعة، تمتلك الفاعلية التواصلية، بمُوازاة مع العُدّة المعرفية والمنهجية الملائمة للقيام بمهامها في أحسن الظُّروف. إن الحقل التربوي على نحو عام، وحقل التدريس يجعلنا أمام سيرورات ذات طبيعة سوسيولوجية وسيكو-معرفية معقدة، وبالتالي نكون أمام عالم مرشح دائما إما إلى التطور والنمو، أو التراجع والتقطع التعويق. ومن ثمة فإن الارتقاء بالأفعال التواصلية داخل منظومة التربية والتكوين، والسعي نحو تجويدها يدعو بداية إلى عمل تشخيصي يتم بموجبه الوقوف على مختلف الإكراهات والعوائق والاختلالات الوظيفية التي تعتري نظامنا التربوي في هذا الجانب، وفي الوقت نفسه العمل على استثمار الإمكانات المتاحة لجعل الفاعل التربوي في مستوى أداء مهني مُنتج يتسم بالفاعلية والابداع في تدبير الوضعيات التواصلية، خاصّة ونحن نعلم بأن حقل التربية والتعليم والتكوين يُجسّد سيرورة من التفاعلات اليبنذاتية، تارة تكون على قدر من الانسجام والتناغم، وتارة أخرى تعتريها مظاهر كثيرة من التوتر والتّعويق والتدافع والتّعارض، إن على مستوى الجانب السلوكي أو المعرفي (تعارض الانتماءات، القيم، الحاجات، المعارف التمثلات، السلوكات...)، وأيضا على مستوى السياق الثقافي الذي يتحكم في مختلف عناصر وسيرورات الخطاب التربوي بشكل عام.

تحميل الملف PDF