مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
يتنزل هذا البحث في إطار محاولة الإجابة على تساؤل لطالما ألح علي كلما قدمت عرضي القياسي تحت عنوان "الجسد الحامل والفاعل" في إطار أطروحة الدكتوراه في الفنون الجميلة. وهذا السؤال هو "ما سر الطاقة والمتعة التي تتملكني حالما أبدأ العرض لتحول خوفي شجاعة وترددي جرأة وتدفعني للعمل ناسية العالم الخارجي والجمهور المحيط بالكاميرات المصاحبة لي وملتزمة فقط بتصميم العرض ومتطلباته الفنية؟ أثناء بحثي عن إجابة مقنعة في التجارب المقارنة والبحوث المنشورة وجدت نفسي أخوض في جوهر النقاش الدائر حول الإيروسي في العملية الإبداعية وهو واحد من المباحث المهمة التي تتموقع على مفترق طرق علم النفس والتحليل النفسي المرضي والفن التشكيلي والعرض القياسي. وقد وفر ليهذا البحثفرصة ثمينة لتحقيق هدفين اثنين: أولا سأحاول أن أكشف للقارئ وأكتشف معه جانبا ذاتيا من تجربتي مع العرض القياسي الذي تتأسس فكرته حول الجسد الحامل والفاعل ألا وهو سر متعتي ألا متناهية بالعرض كلما قدمته رغم العناء والخوف والتوتر الذي يحدثه. ثانيا، سوف استغل هذه الفرصة للعودة على بحثي في أطروحتي لأحاول فهم دور الأحاسيس في دفع الفنان المعاصر للإبداع والمتعة في ذات الوقت ومراجعة الفكرة القائلة بأن الإبداع معاناة وعذاب أو لا يكون. ولتحقيق هذين الهدفين سأستعرض بعض ما نشر حول دور الحواس في الوعي والإبداع مستدله في ذلك بتجربتي الذاتية. كما سأستعين بفكرة الباحثة في علم النفس كالدوال (Christine Caldwell, 1997) في تفسير المتعة الحاصلة للفنان المبدع عبر حواسه. ولعل أهم فكرة سأحاول إثارتها من خلال هذا البحث هي مراجعة فهمنا للعمل الفني بما هو غرق في الحواس كلها في نفس الوقت حتى بلوغ المتعة ذروتها وتفجير الإبداع. هكذا فقط نستطيع أن ندرك دور الإيروسي في الإبداع