مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
تُحَصِّنُ هذه الدراسةُ، في مُختلِفِ أطْوارِها، النظرياتِ الأدبيةَ وما ينطوي عليها من أفكارٍ ومفاهيمَ مِن الموْتِ، وَتُؤَمِّنُ لها الطّاقةَ الإنْتاجيةَ التي تمْنَحُها الحياةَ. نعَمْ ! النّظرياتُ تموتُ بالفِعْلِ، لكنّ موْتَها لا يتحقّقُ بالمعنى الذي هيَّأَهُ رولان بارت لِمَوْتِ الكاتِب. إنَّه نتيجةٌ حَتْميةٌ لانْهِزام النّظرية أمامَ النّصوص الأدبية وعَجْزِها عن بناء المعنى. بهذا التّصوّر، تظلُّ حياةُ النّظريةِ مشْدودةً إلى قُدرتِها على تغيير مَوْقِعِها باستمرار. بالهِجرةِ والارتحالِ إلى جغرافيات مختلِفة، تُجَدِّدُ النظريةُ إمْكاناتِها القرائيةَ، وتُحوِّلُ موْقِعَها إلى منطقةٍ لا تنْفَدُ في تخْصيبِ النصوص. وبالانغلاق والتّقَوْقُعِ، يتِمّ تَشْييعُها إلى مَثْواها الأخير، وإعلانُ مَوْتِها. وَفقَ هذا الوَعْي، تَشرَعُ الدّراسةُ في الإنصاتِ إلى مختلِف الظروف والسّياقاتِ التي تسْمَحُ بتَشَكُّلِ النّظرية وَوِلادتِها، لِتنتقِلَ إلى استِقْصاءِ الصّيغ التي تَتِمُّ عبْرَها عملية النّقْل، ومُلامَسةِ ما يترتّبُ عن هذا الفِعْل من معيقاتٍ