مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
يتناول هذا البحث موضوع (مقاصد الشريعة الإسلامية في العقوبات التعزيرية) ويهدف إلى إظهار أن الإصلاح والتهذيب والتأديب ودفع الفساد؛ من مقاصد التعزير في الشريعة الإسلامية. وليس التعزير للتعذيب، أو إهدار الإنسانية، أو الإتلاف، وهذا البحث من القضايا الحيوية في مقاصد التعزير، وقد قام هذا البحث بالتعريف بالمقاصد وبالمصطلحات ذات الصلة وضوابطها. كما أظهر البحث أهمية دراسة العقوبات التعزيرية في ضوء مقاصد الشريعة لتعلقه بجل المقاصد، وخاصة الحفاظ على مقاصد الشريعة الخمسة وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، ولكثرة ما يبتكر الإنسان من فنون الإجرام وأنواعه، فيعاقب تعزيرًا أو تأديبًا وبقدر ما يراه ولي الأمر على حسب كثرة ذلك الذنب في الناس وقلته، فإذا كان كثيرًا زاد في العقوبة؛ وإذا كان قليلًا خفف على حسب حال المذنب. وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، منها أن أحكام العقوبات التعزيرية هي من أهم الأحكام التي عليها المدار لحفظ الضروريات، ومردها المصلحة العامة، وليست حقوقًا لأولياء الدم، فهي مساندة للحدود والقصاص ومكملة لها، بل لها الحظ الأوفر في استقرار المجتمع واستمرار مقصد صلاحه، وتحقيق مصالحه واستدامة الصلاح له، ويتحقق ذلك بوجود نظام عادل، وتشريع زاجر وكيان تنفيذي فاعل وهو الدولة. وإن العمل على ربط العقوبات التعزيرية بالمقاصد الشرعية يجعل من تشريع العقوبات التعزيرية علاجًا وقائيًا، فهي تشكل بحق النظام الوقائي والعلاجي الذي يمنع وقوع الجرائم.