مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
فقد انماز العصر الحديث بطفرات معلوماتية أحدثت تطورات هائلة في شتى المجالات العلمية والعملية، جعلت من العلم والمعرفة سيبلًا لتطور الأمم والشعوب، فبات لزامًا أنْ تتسلح الدول بالعلوم المتباينة في جميع الفروع والمجالات؛ لنيل مراكز مرموقة بين العالم، ولا يتأتّى ذلك إلا باستدامة العلم والمعرفة وبتوفير مصادر العلم الدائمة. لذا تعتبر المكتبات حلًا ضمن قائمة الحلول التي تساعد في تنمية القدرات المعرفية وصقل مختلف المواهب. لذا وجّهت دولة الإمارات لإنشاء مراكز مصادر التعلم (المكتبات)؛ لتوفير المعرفة التي لاتنضب، وحددت لها الملامح الكبرى والمهام والأدوار والوظائف المنوطة بها، لكنْ في خضم التسارع المعلوماتي والزخم المعرفي تداخلت المفاهيم والمصطلحات واختلطت، فلم تعد الأدوار والوظائف واضحة، مما أحدث خلطًا في فهم الغاية الحقيقة من إنشائها على أرض الواقع. فقد كان المعتقد السائد أنّ دُوْر المكتبة، هي البيئة التي تشغل غياب المعلم، لذا تنبه المسؤولون إلى ضرورة تفعيل أدوار ومهام مراكز مصادر التعلم؛ لتكون شراكة بين طرفي العملية التعليمية التعلمية المساندة للمعرفة، والرابطة بين طرفيها(المعلم والطالب)، فما تحويه من مواد معرفية مختلفة ترتقي لتصل إلى مستوى الوسيلة التي تسهل عملية التعلم، فما تملكه مراكز مصادر التعلم من مقتنيات ، يُعدّ أحد ركائز حصول المعرفة المستدامة. من أجل ذلك تعتبر بيئة مراكز مصادر التعلم(المكتبات)، من البيئات التي تمت العناية بها منذ القدم، فما امتازت به من أنشطة وأدوات وأجهزة إسقاط ضوئية ومواد مدعمة، جعل منها بيئة محفّزة للعلم والمعرفة مطبوعة بهاجس القراءة والتفكير العميق البنّاء( )؛ بغية تعزيز العلم المستدام، فالاهتمام بمراكز مصادر التعلم واقع منذ القدم، ومستمر في الوقت الحالي ، فما انمازت به بيئة مراكز مصادر التعلم القديمة جعلت منها بيئة حاضنة للمعرفة مكملة لبيئة مراكز مصادر التعلم الحديثة بحلتها الرقمية الجديدة. مقارنة بين بيئة مركز مصادر التعلم (المكتبات ) قديمًا وحديثًا فجاءت الحاجة إلى بيان مدى فعالية أدوار ووظائف مراكز مصادر التعلم(المكتبات) الرقمية ونجاعة بيئاتها؛ لتوفير المعرفة المستدامة وربطها بالآليات الحديثة في عالم الرقمنة التكنولوجية المتسارعة. • تكمن أهمية الدراسة في مستويات عدة:- - المستوى النظري : يمكن للدارسة أنْ تسهم في إثراء الجانب المعرفي المتعلق بتحديد ضوابط الأدوار والوظائف المكتبية ، فضلًا عن ربطها باستدامة المعرفة والتشريعات التعليمية الوطنية. - المستوى التطبيقي : يمكن للدراسة أنْ تسلط الضوء على الفروق الكائنة بين الأدوار والوظائف قبل الاستدامة وبعدها، ومدى ارتباطها بالسياسات التعليمية الوطنية.