مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
فمنـذ أن بـزغ فجـر الإسـلام ببعثـة محمـد ؛ فقد أضـاء الدنيا بنور القرآن، ووهب الإنسانية أجلّ الآلاء وأعظم المواهب، بالشريعة الربانية التي جاءت بهذا التشريع الخالد؛ حيث وضعت القوانين والأحكام التي لابد من السير عليها. ويهدف المنهج الإسلامي الحكيم إلى حفظ الضروريات الخمس، وهي: (الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال). وقد سُمّيت بالضروريات أو الكليات؛ لأنها أمور أساسية لصلاح الفرد والمجتمع واستمراره, وأي اعتداء على إحدى هذه الضروريات؛ يعدُّ جريمة تستحق العقاب والمحاسبة. وقبل أن يضع الإسلام نظامًا للعقوبات، وجَّه الاهتمام إلى العناية بتربية الفرد المسلم، وتهذيب ضميره عن طريق العبادات، كالصلاة، والصوم، والتحلي بالأخلاق الكريمة؛ حتى لا يضعف أمام دواعي الإجرام والجريمة، ثم انتقل بعد ذلك إلى توزيع الحقوق والواجبات توزيعًا قائمًا على قاعدة قوية هي العدل. كما جعل حواجز كثيرة وعقبات شتى تحول بين الإنسان والوقوع في الجريمة؛ بتحريمه كل عمل أو سبب يؤدي إليها، فمنع النظر المحرّم، وحرّم الخلوة، ومنع الاختلاط؛ خشية الوقوع في الزنا، وحرّم الخمر التي تزيل العقل وتذهب به. وبعد أن تخطى الحواجز وتعداها؛ كان له العقاب الرادع، الذي منه الحبس والسجن إلى حين، ولقد أوضح الدين الإسلامي الطريق الصحيح لبناء الإنسان والارتقاء به, لكي يصبح عنصراً إيجابياً في مجتمعه, وذلك عن طريق التنشئة السليمة والتربية الصالحة؛ وبذلك تسعى المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية والتوعوية إلى تقديم برامج تهذب فيها الأخلاق وتصلح منها الأحوال بصبغة إسلامية تستمد تعاليمها من الكتاب والسنة تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.