مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إن اللغة هي ظاهرة إنسانية ميز الله بها الانسان عن سائر المخلوقات، فهي من نعم الله سبحانه وتعالى على الانسان، وهي الأداة التي تمكن الفرد من التعبير عن أفكاره وآرائه ورغباته، بالإضافة إلى بيان آماله ومشاعره واحاسيسه، فاللغة من أهم أدوات التواصل. والحفاظ على الهوية الثقافية للأمة وواجبًا مقدسًا في عصر العولمة، نتيجة للثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم خاصة في مجال الاتصال الذي شهد تطورات سريعة اجتاحت كل ميادين الحياة، خاصة مع ظهور الشبكات الاجتماعية ولقد أصبحت الاتصالات الالكترونية جزء أساسياً من التواصل في العصر الحديث مما أدى إلى تغيير الطريقة التي نتفاعل ونتواصل بها مع الآخرين، ولها تأثيراً عميق على المجتمع، حيث غير طريقة تفاعل الناس مع بعضهم البعض، وتواصل أكثرهم بشكل غير رسمي وبإيجاز أكبر مما لو كانوا في التواصل وجهاً لوجه، وأدى ذلك إلى ظهور أشكال جديدة من العامية والاختصارات في برامج التواصل. والناظر في هذه المواقع يجد أن الاختصارات هي اللغة الأكثر رواجاً في وسائل التواصل الاجتماعي " الواتساب، التيلجرام، ومنصة اكس..." هذه الممارسات والاختصارات اللغوية لم يسلم منها حتى الطلبة في المدارس الذين بدورهم يعيشون هذه الظاهرة وأصبحوا لا يستغنون عن هذه اللغة الموازية في مختلف تعاملاتهم غير مكترثين بقواعد وضوابط اللغة الأم وتجاوزوها إلى لغة أخرى مستحدثة أثرت على تمكنهم اللغوي وأصبحوا يستعملونها في حواراتهم ورسائلهم في وسائل التواصل مع معلميهم. وفي ضوء ما تم التطرق إليه، ستحاول الباحثة هذه رصد وتسليط الضوء على هذه الظاهرة، ويرجع سبب اختيار هذا الموضوع لظهور عدة تأثيرات ناتجة عن انتشار استخدام هذه الاختصارات من قبل الطالبات ما جعل هذا النوع من التواصل محل بحث ودراسة في ظل السلبيات والايجابيات التي احتوتها هذه الإشكالية.