مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
في ورقتنا هذه، نحاول تسليط الضوء على إشكالا من هذه الإشكالات التي حاول دعاة التجديد مقاربتها والتجديد فيها، من خلال إعادة القراءة لها، ضنا منهم انه بالإمكان زعزعة ثوابت الأمة التي أصلها القرآن الكريم، وبينتها السنة النبوية الصحيحة، وتبناها السلف الصالح دينا ومذهبا، فكان – أصل الإجماع- إحدى هذه القضايا التي سنحاول مناقشتها من خلال رؤية علم من أعلام الفكر الإسلامي وأحد مجدديه وهو ابن العربي المعافري الأندلسي،
وذلك من خلال بيان مفهومه وتحريره بشكل علمي دقيق، مع الوقوف على تأصيلاته الشرعية، وتطبيقاته العملية، مع تقديم نماذج وأمثلة دالة من داخل الدرس الأصولي،
وهي محادثة ومفاكرة جاءت بهدف الرد على بعض المشوشات التي تظهر هنا وهناك، الغاية منها والقصد، الضرب في هذا الأصل العظيم من أصول الدين، وإفراغه من حمولته التشريعية ووظيفته البيانية، ومن تم جاء في ثنايا البحث الرد والمناقشة لما قدمه الدكتور نصر حامد أبو زيد في كتابه: -الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية- والذي حاول أن يؤصل لدعوته من منطلق أدلة، ومبررات، قد يُلبس بها على بعض الناس، كما غيره من دعاة العصرنة الذين يعتبرون أجانب عن علوم الشريعة، والذين يعرضون أفكارهم على استحياء دون تدليل أو تأصيل، وبعبارات متسمة بالغموض والإجمال، وكثيرا ما توحي بوصف الإسلام والاحتكام إلى ثوابته الشرعية، بالجمود وعدم مسايرة ركب الحياة والتطور المجتمعي، فكانت الحاجة بزعمهم الى إعادة النظر في مثل هذه الأصول وإخراجها من قطعيتها الى فضاء المسائلة والتعديل. بهدف فتح مجال أرحب لبث أفكارهم المغرضة ونواياهم المبطنة ضد ثوابت الأمة وأصولها.