مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
لقد تجاوز الوصف في القصة القصيرة أن يكون بناءً شكليًا، ليكون لغة تواصلية، وعلامة سيميائية تحمل مدلولات تختبئ خلف أستار النص، لذا عمدت هذه الدراسة إلى اقتناص المشاهد والإشارات المصاحبة للأداء الكلامي والموقف الخاطف الذي يبدو لقارئه أنه حركة طبيعية صادرة من الشخص، وهي في الواقع تحمل بين طياتها رسائل يريد القاص إرسالها إلى القارئ من خلال الإيماءات، والحركات الصادرة من الشخصية، في دعوة للقارئ إلى التأمل والنظر في تفاصيل النص، بالوقوف على قواعد وأسس علم لغة الجسد الحديث، التي تعد جانبًا من مناحي الحياة الجامعة بين العلم والتجربة. في محاولة لمعرفة كيف يجري توظيف لغة العيون في القصة القصيرة؟ للوصول إلى إجابة عن التساؤل: ما الوظائف التي تنجزها لغة العيون في القصة القصيرة؟ وذلك بالوقوف على مهارات القاص في بناء المشهد القصصي، ورسم تفاصيل الشخصيات ليكشف البحث أن القاص يتعامل مع لغة العين بوعي يمثل قدرته على التمثيل اللفظي في التعامل مع الصور، بجعلها علامة سيميائية تساهم في تشكيل النص والكشف عن خباياه، ومكنون الشخصيات، متخذًا منها سيرورة تتنقل بين أجزاء النص تنظم أحداثه، وتربط أجزاءه، بأسلوي فني يعتمد على الإيجاز والتكثيف في الوصف. إن استثمار آليات البحث في الكشف عن مكنونات القصة يكشف عن إبداع القاص وبراعته في سرد أحداث القصة باسترسال، دون الإخلال بأسس البناء الفني للقصة القصيرة. ولغة العين هي مفتاح عميق يكشف مفهومًا آخر لإبداع كتابة القصة القصيرة.