في الفينومينولوجيا الطّبيعانيّة

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الخامس عشر: 15 يناير 2024
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

في الفينومينولوجيا الطّبيعانيّة

حافظ إبراهيم غربي
الملخص

لم يكن نقد الطّبيعانيّة الفلسفيّة - الوارد في مقال اللّوغوس- تعبيرا على مرحلة من مسار الفكر الهوسّرلي بل كان خيطا ناظما لفلسفته. ولذلك فإنّ تأسيس الفلسفة علمًا للبدايات لا يستقيم طّبيعويّا ولا تقام الفلسفة الأولى إلّا علمًا بماهيّات الوعي وفينومينولوجيا ترنسندنتاليّة كلّية قبليّة. فهل هذا «بيان الحركة الفينومينولوجيّة»؟ ألا يمكن أن ترتدّ الفينومينولوجيا إلى فلسفة طبيعانيّة ؟ لن نناقش في هذا المقام تعريجات الفينومينولوجيا بعد هوسّرل من قبيل الفينومينولوجيا الوضعيّة لميرلوبنتي أو المنعرجين الأنطولوجي الهيدغيري والوجودي السارتري، ولا حتى المادي لميشال هنري وأنطونيو نغري. لقد عالجت كلها مشكل العودة إلى الأشياء من جهة أحد مُكَوِّنَيْ العقل في الفينومينولوجيا أي القصديّة مع إغفال -إلى حدّ- لقيمة المكوّن الثّاني أي الوعي الفينومينالي . أغلب محاولات المصالحة بين الفينومينولوجيا والطّبيعانيّة العلميّة المنتصرة، إذن، إقتصرت على طبعنة القصديّة. نهتمّ في هذا البحث بالوِجهة الثّانيّة التي اشتغل فيها الفينومينولوجيون على طبعنة الوعي محاولين الإجابة على سؤال: على أي نحو نتأوّل الفينومينولوجيا (التي تأسّست ضدّا للطّبيعانيّة) طبيعانيّا دون إخلال بمبادئها؟ كما نحاول تقديم بعض الأضاءات بشأن الفينومينولوجيا الطّبيعانيّة التي لم تحضى من قبل بأي دراسة باللسان العربي. إيضاءات نقتصر فيها على دواعي الطبعنة في الفينومينولوجيا وعلى كيفيّة تأويل النّص الهوسّرلي طبيعانيّا ثم فتوحاته أسئلةً وميادينًا ونقدّم أنموذجا للإيضاح.

تحميل الملف PDF