مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
تناولت هذه الدراسة مسألة العنف السياسي في عمليات التغير السياسي والمراحل الانتقالية بين نظامين سياسيين، من زاوية دور وسائل الإعلام في تعزيز مظاهر العنف السياسي. حبث جاءت الدراسة للإجابة عن تساؤل رئيس يتمثل في: ما دور وسائل الإعلام في زيادة العنف السياسي في عمليات التغيير السياسي في مصر؟ وانطلقت في ذلك من الافتراض بأن هنالك علاقة ارتباطية بين الدور الذي لعبته وسائل الإعلام المختلفة وبين زيادة معدلات العنف السياسي في المجتمع المصري (كماً ونوعاً) في المرحلة الانتقالية للتغيير السياسي والتي تمتد من إسقاط الرئيس حسني مبارك وحتى ما بعد تسلم عبد الفتاح السيسي الرئاسة في مصر. وفي سبيل ذلك انتهجت الدراسة منهج المسح باستخدام اسلوب تحليل المحتوى من البرامج المقدمة على القنوات المصرية المتخصصة ومواقع الفيس بوك الخاصة بهذه القنوات. حيث يمثل منهج المسح الطريقة والأسلوب المناسب لجمع المعلومات، وعرض البيانات في صورة يمكن الاستفادة منها، ويعد هذا المنهج من المناهج الهامة المستخدمة في الدراسات الإعلامية، ليعد ذلك جهداً علمياً منظماً للحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة محل الدراسة، حيث تمثلت عينة الدراسة في برنامج "ممكن" في قناة CBC ، وبرنامج "المشهد" في قناة النيل الاخبارية، وبرنامج "هموم الناس" في قناة الرحمة الفضائية. وعملت الدراسة على فحص كل من نظرية وضع الاجندة ونظرية تحليل الإطار بشكل رئيسي لتقديم المتغيرات التي وردت في فرضية الدراسة. حيث أن هاتين النظريتين تمس دراسة الباحثة بشكل خاص، وتعتبر أحد المداخل الهامة في دراستها لتحديد ملامح الدور الذي يلعبه الاعلام في ترتيب اهتمامات الرأي العام المصري من خلال ما يركز عليه في وسائله كما أنها تسمح بقياس المحتوى الضمني للرسائل الإعلامية التي تعكسها وسائل الإعلام. وخلصت الدراسة الى أن هناك اهتمام كبير للقنوات المصرية بالقضايا السياسية في برامجها وخاصة الموضوعات الخاصة بعمليات التغير والعنف السياسي، مما يدل على أن برامج القنوات المصرية قد وضعت المواضيع السياسية كأولوية أولى في أجندتها، تليها القضايا الاجتماعية، ثم القضايا الدينية، ثم القضايا الاخرى كالقضايا الأمنية، وأن القنوات الفضائية استخدمت نماذج (العنف الغير منظم) كمرتبة أولى في عرض قضايا العنف والتغير السياسي. كما وخلصت الدراسة الى أن هذه القنوات الفضائية غلب عليها استخدام أسلوب (عرض مناظر ومشاهد مأساوية وتصوير الأضرار بشكل متكرر ومبالغ فيه)، كما غلب عليها استخدام أطر (التركيز على بنية وتركيب الحدث) وهذا كله سعى لزيادة العنف السياسي، اضافة الى ذلك تناولت القنوات الفضائية المصطلحات التحريضية في برامجها بشكل كبير حيث حاز المصطلح التحريضي الخاص(الظلم) على اكثر مصطلح تم تناوله في البرامج ،ثم تلاه المصطلح التحريضي الخاص (الواسطة والمحسوبية). كما ان المواقع ( الفيس بوك) المقاطع ذات الطابع السياسي والثوري بكافة أشكاله، فيما لم تستخدم مقاطع الفيديو ذات الطابع الاجتماعي، ولم تستخدم المقاطع ذات الطابع الترفيهي، وهذا كله عزز عملية العنف والتغير السياسي