مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تعد الجريمة قديمة قدم الإنسان على وجه الأرض، ولم يفقد المجتمع البشري في لحظة ما اهتمامه بأمر الجريمة والبحث عن أسبابها؛ فالجريمة سلوك طبيعي بتلازم مع الإنسان حيث وجد، وفي العصر الحديث، ومع تطور المجتمعات ومواكبتها لتغيرات العصر، وتماشياً مع الثورة الصناعية، والنمو الاقتصادي، وتداخل الثقافات والانفتاح على العالم ، ظهرت العديد من المشكلات الملازمة للتغيرات الحضارية . فلقد شهد العالم في الفترة الأخيرة نوعاً من التواصل الاجتماعي بين الأفراد داخل فضاء الكتروني افتراضي، قام على تقريب المسافات بين الشعوب، وألغى الحدود، كما جمع بين ثقافات الشعوب ، إذ أطلق على هذا النوع من التواصل بين الأفراد ب "شبكات أو مواقع التواصل الاجتماعي"، حيث تعددت واختلفت تلك الشبكات وتأثرت بجمهور واسع من الأفراد. وقد تباينت وجهات نظر الباحثين بهذا المجال حول المنفعة والفائدة الحقيقية المرتبطة باستخدام مثل هذه المواقع، حيث يرى بعض الباحثين أن مواقع التواصل الاجتماعي هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية ، حيث تحافظ تلك المواقع على التعرف على المزيد من الأصدقاء حول العالم ؛ سواء في العمل أو في أي مكان آخر ، كما تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة إعلامية للتعرف على الأحداث التي تحصل حول العالم . بينما ينظر البعض الآخر إلى هذه التقنيات الجديدة بنظرة سلبية، على اعتبار أنها تؤدي إلى إشغال الشباب بمواضيع عقيمة وتشتت أفكارهم، وتدفعهم إلى السلوك المنحرف وارتكاب ممارسات مخالفة للقانون وبعيدة عن القيم والأخلاق ، إضافة إلى الآثار السلبية الناجمة عن المبالغة في الكشف عن أسرار الحياة الشخصية مما يتعارض مع القيم والعادات والتقاليد المتوارثة في مختلف المجتمعات العربية ، باعتبار أن نسبة كبيرة من المستخدمين لهذه المواقع يستخدمونها لمجرد التسلية لا من أجل الفائدة .