درجة مساهمة الدورات التدريبية في تحقيق التنمية المهنية المستدامة لمعلمي المرحلة الأساسية

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار السادس عشر: 6 سبتمبر 2022
من مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي

درجة مساهمة الدورات التدريبية في تحقيق التنمية المهنية المستدامة لمعلمي المرحلة الأساسية

ازدهار ساري عيد الشرعة
الملخص

أسهمت النهضة التكنولوجية والمعرفية في إحداث تغيرات في مدخلات ومخرجات النظام التعليمي، من أجل تحقيق الجودة في مخرجات العملية التعليمية، الأمر الذ يتطلب إعداد دورات تدريبية تسهم في تطوير قدرات المعلمين واكسابهم مهارات ومعارف جديدة، تسهم في تغيير اتجاهاتهم، وتطوير قدرات المعلمين إلى مواكبة المتغيرات والمستجدات الحديثة في مجال التعليم، وتأتي هذه الدورات نتيجة إلى حاجة المعلمين داخل المؤسسة التعليمية من أجل الرقي بالتعليم وتطويره، ومواكبه كل ما هو مستحدث وجديد، من أجل تحقيق التنمية المهنية المستدامة للمعلمين. يواجه العالم اليوم مجموعة من التغيرات والتحديات في المجالات العلمية والمعرفية والاجتماعية التي لا يمكن إغفالها عند التفكير بمهنة التعليم، باعتبارها من أهم المهن التي لها دورها في عملية التنمية الشاملة، لذلك من الضروري التأكيد على أهمية إعداد وتأهيله لمهنته وتوفير الحوافز التي من شأنها تنمية إحساسه المهني وانتمائه لعمله، وذلك لرفع مستوى كفايته الإنتاجية (السخني والزعبي والخزاعلة، 2012). وقد أشار خليل (2009) بأن الإهتمام كان منصباً على التنمية المهنية المستدامة للمعلمين لما لهم من دور مباشر داخل المدرسة في إثراء العملية التعليمية ولكن هذا الاهتمام أغفل أن المعلم لا يمكن أن يحقق دوره بفاعلية داخل المدرسة بدون وجود مدير ماهر ذي كفاءة عالية يساعده في أداء هذا الدور من خلال تحقيق التنمية المهنية المستدامة للمعلمين وكافة فريق العمل داخل المدرسة، فالتنمية المهنية المستدامة للمديرين هي ضرورة للعملية التعليمية والتربوية، ولا يمكن إغفالها وخاصة لمديري مدارس التعليم العام، وذلك لمساعدتهم في أداء أدوارهم المستقبلية، والتي فرضتها عليهم التغييرات السريعة المتلاحقة في البيئة المحيطة. حيث إن التطور الهائل والمتسارع يوما بعد يوم في جميع مجالات الحياة وخاصة في المجال التربوي يتطلب البحث والتجديد والتطوير في الأساليب والطرق، وتحديث الكفايات الشخصية والمهنية للتنمية المهنية المستدامة، والتي تمكن العامل في المجال التربوي من مواكبة التطور، وكسب ثقة المسؤولين والعاملين معه، لكي يؤثر إيجاباً في عمله ويبني جيلاً صالحاً منتجاً (مطلق،2015 ). يعد دور المعلم حيوياً في بناء الإنسان فهو الذي يتمم الطالب بإعداده للحياة، وهو بالتالي وراء الكثير من الانجازات في المجتمع، فالمعلم جوهر العملية التعليمية، وعمودها الفقري، إذ أن تطوير المعلم وتدريبه ضرورة ملحة لتحسين أداء المعلم، وزيادة قدرته على التفكير والإبداع، ومن أجل إثراء معلوماته بأساليب متنوعة تواكب التغيير نحو الأفضل، الأمر الذي يتطلب تدخل المعلمين في دورات تدريبية كلٍ في مجال عمله (فهمي،2010:15). يحتاج المعلمون إلى تطوير الكفاءات والمهارات في كل مجال من مجالات التعليم، مع التركيز على المحتوى وأساليب التدريس والتقييم، حيث تتم التنمية المهنية للمعلمين باعتبارها عنصراً حيوياً يعمل على تعزيز جودة التعليم والتعلم، كما ترتبط التنمية المهنية بالتغييرات في إدراكات المعلم وموقفه المهني ومعرفته التربوية، إذ أظهرت الدراسات وجود عدد من الآثار الإيجابية للتنمية المهنية التي تنعكس على جودة أداء المعلمين، وعند التركيز على الآثار الإيجابية طويلة الأجل يمكن اعتبارها مستدامة (Choi & Kang، 2019). إن الاهتمام كان منصباً على التنمية المهنية المستدامة لمعلمي المدارس الحكومية لما لهم من دور مباشر داخل المدرسة في إثراء العملية التعليمية، ولكن هذا الاهتمام أغفل أن المعلم لا يمكن أن يحقق دوره بفاعلية داخل المدرسة، بدون تنمية وتدريب مستمر للمعرفة، وطرق التدريس الحديثة التي تحتاج إلى جهات متخصصة ذو كفاءات عالية، لتقديم المعرفة بشكلها السليم، فالتنمية المهنية المستدامة لمعلمي المدارس الأساسية هي ضرورة للعملية التربوية، ولا يمكن إغفالها، وذلك لمساعدتهم في أداء أدوارهم المستقبلية، والتي فرضتها عليهم التغييرات السريعة المتلاحقة في البيئة المحيطة.

تحميل الملف PDF