مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تزخر منطقة البلقان عموما ودولة البوسنة والهرسك على وجه الخصوص بالعديد من الشخصيات التي طبعت مختلف الحقول العلمية الإسلامية بإنتاجات وأعمال رائدة منذ قرون خلت، منهم من سطع نجمه وذاع صيته في مختلف البلاد الإسلامية شرقا وغربا، ومنهم من لا يزال إلى يومنا هذا مغمورا لا يعرف له أثر خارج بيئته، ولا تجد مخطوطاته للقارئ والمهتم بالعلوم الإسلامية طريقا، خاصة في بلاد الغرب الإسلامي التي تكاد تنقطع علميا عن هذه المنطقة، ومن هؤلاء الشيوخ نجد حسن كافي الأقحصاري البوسني (ت1616م)، الذي تخصص في علوم إسلامية كثيرة من عقيدة وكلام وفقه وأصول وحديث وأدب وغيره، ومارس مهام متنوعة من تدريس وقضاء وإفتاء ووعظ وإرشاد وغيره، وترك تراثا زاخرا كله مخطوط في صنوف علمية متنوعة، بعض منها حظي بالتحقيق والدراسة والنشر، وجلها لا يزال قيد رفوف خزانات ومكتبات متفرقة ببلاد البوسنة والهرسك إلى يومنا هذا. وتسعى هذه الورقة إلى التعريف بهذا العلم البارز في مجال العلوم الإسلامية والتعليم الديني بالبوسنة والهرسك، ومدارسة عدد من أفكاره وتقديمها للقارئ والمهتم بهذه العلوم في الوقت المعاصر، والاستمداد منها للتأسيس لنظرية تربوية إسلامية معاصرة، تتأسس على رؤى ومرتكزات من التراث التربوي الإسلامي، وتنفتح على مستجدات وتطورات النظام التعليمي الحديث، وقد ركزت هذه الورقة على مجموعة من المحاور، تتوزع بين مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، قدمت نبذة عن حياة حسن كافي الأقحصاري البوسني، ثم آثاره وإسهاماته العلمية، ثم عنايته بالمناهج التربوية للعلوم الإسلامية، وتوصلت إلى مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات بمثابة توجيهات آنية للباحثين والمهتمين بالعلوم الإسلامية والتعليم الديني بالعالم الإسلامي عموما وبالغرب الإسلامي على وجه الخصوص، تثير الانتباه إلى تقصيرنا كجيل جديد من الباحثين في الاهتمام بعلماء وشيوخ ورواد العلوم الاسلامية بالبلقان عموما ومنهم الشيخ حسن كافي الأقحصاري، وإلى ما تبقى من آثاره المخطوطة والنادرة بمكتبة خسروبك بسراييفو، خاصة منها التي لم تحقق بعد، ودراستها وتحقيقها ونشرها، والبناء عليها لتطوير مناهج تدريس العلوم الإسلامية وتجويدها بالغرب الإسلامي ومنه بباقي البلاد الإسلامية.