مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الثاني والعشرون: 06 يونيو 2024
من مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي

توظيف الخرائط الذهنية في عمليتى التعليم والتعلم مرجعيات ونماذج

د. محمد ملحاوي
الملخص

ترمي هذه الدراسة إلى بسط أجرأة التصميم الديداكتيكي للخرائط الذهنية، وتحديد المرجعيات التي تقوم عليها، سواء من حيث نظريات التعلم، أو من حيت البيداغوجيات الحديثة، وذلك من خلال البحث في الطابع المفاهيمي لكل من الخريطة الذهنية وبعض نظريات التعلم، والنظر في أدوارهم ومكانتهم والتبصر في المآلات العلائقية التي تنتج عن الربط بين هذه المفاهيم على مستوى الفصل الدراسي، اعتمادا عل المنهج الوصفي والتحليلي المحكوم بضوابط اللغة ودلالات الاصطلاح وجدل العلاقات وطبيعتها. نستطيع أن نقول إن الخرائط الذهنية باتت مدخلا أساسيا في التدريس وفق المقاربة بالكفايات وآلية من آليات التنزيل الديداكتيكي لنظريات التعلم، وعليه تصبح مسألة ضبط الخرائط بأنواعها المختلفة، سواء من حيث الصياغة والتصميم، أو من حيث التدبير والتنزيل، أمرا في غاية الأهمية، ذلك أننا متى تمكنا من صياغتها وفق ما يتوافق مع الموضوع الذي يميز كل نوع منها، أمكننا ذلك من تبسيط التعلم وتحقيق الكفايات اللازمة. إن النظر في طبيعة الخرائط الذهنية وقيمتها الوظيفية يساعدنا على إدراك العلاقة بينها وبين التدريس بالكفايات ومختلف النظريات والبيداغوجيات، ومن ثم يمكننا أن ندرك حجم الأهمية التي يكتسيها كل طرف بالنسبة للطرف الآخر، ولما كانت الخريطة الذهنية آلية من آليات التدريس بالكفايات من أجل بناء المعارف واكساب والمهارات والقيم وتمثلها على أرض الواقع، فإن ما يترتب على ذلك، الاستنتاج اللازم القائل:"إن التعامل مع الانفجار المعرفي يقتضي التوجه نحو اقتصاد المعرفة ووظيفيتها". ولن يتحقق ذلك إلاّ بتبني طرق التدريس الحديثة وعلى رأسها التدريس بالخرائط الذهنية. وعليه يمكننا القول إن الوضع المأزوم لمخرجات المنظومة التربوية مرجعه ليس إلى المقاربات المعتمدة نفسها، ولا إلى ضعف متعلمي هذا الجيل، وإنما يرجع إلى غياب التنوع في أشكال التدريس وإشكالات تنزيلها في الفصول الدراسية. لذلك جاءت هذه الدراسة لتجيب عن إشكالية عامة هي: كيف تصاغ الخرائط الذهنية؟ وما علاقتها بمختلف النظريات والبيداغوجيات؟ وإلى أي حد تُسهم في تجويد عمليتي التعلم والتعليم؟

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً