تعدد اللغات في الاشهار التونسي: رؤية حول تشكيل ملامح الصورة الاشهارية في المجتمع

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الرابع عشر: 19 فبراير 2024
من مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية

تعدد اللغات في الاشهار التونسي: رؤية حول تشكيل ملامح الصورة الاشهارية في المجتمع

مريم القماطي
الملخص

نحن نعيش في عصر الانفجار المعرفي وانتشار وسائل الإعلام، وقد وصل الانتشار الثقافي مرحلة توظف فيها الشركات الإشهارية متطلبات المجتمع وتجمعها وتطبقها في المادة الإشهارية. وقد أصبح من الضروري الانتباه إلى بناء ثقافة لغوية جديدة عبر نشر المعارف اللغوية المختلفة وتعزيز الوصول إليها، لتيسير نشر الإشهار التونسي، ومن المهم كذلك بناء المعرفة على أساس علمي وفق النظريات اللغوية والاجتماعية لبناء الصورة الإشهارية. لقد جعلت التقنيات اللغوية المعتمدة في الصور الإشهارية التونسية الناس اليوم أكثر انفتاحا على ما يدور حولهم وتأثرا به، بما في ذلك التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى عولمة اللغة عبر انتشار تعدد اللغات في الخطاب الإشهاري التونسي، لذلك فإن أي شخص يفرض لغة معينة يفرض واقعها لأن اللغة هي مجرد محاكاة للواقع. لذلك جمعنا بين الجوانب اللغوية وأساليبها المتعددة والثرية في صلب الخطاب الإشهاري، وأنظمة التواصل المختلفة اللغوية وغير اللغوية في الخطاب الإشهاري والجانب الاجتماعي والنفسي الذي يهتم بخفايا المجتمع ومتطلباته ورغباته وما تحتويه نفسية المستهلك قصد إقناعه بالمادة الإشهارية. ذلك أن هذه المقاربات قابلة دوما للبحث والتجديد بما فيها من خلق وإبداع في اللغة. إذن يتبلور الموضوع المطروح حول دور البنية اللغوية في الخطاب الإشهاري التونسي، ودراسة الجانب الاجتماعي والعلاقات بينهما، لذا فيجب دراسة وضعية هذا المجتمع الذي يسعى دوما إلى بعث مساحة شاسعة للإبداع باللغة بغية خلق أسلوب غير معتاد طريف، غريب، صادم، وأحيانا أخرى متردٍ... وذلك عبر الخروج عن قواعد اللغة الصارمة، وهو أسلوب مستوحى من الشارع التونسي من ناحية ومن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى. وأردنا بدورنا أن نساهم في إثراء البحث الإشهاري من خلال دراسة الجانب اللغوي في الصورة الإشهارية التونسية، إذ تحاول هذه الدراسة أن تلامس جانِبا من جوانب التواصل الإشهاري من الناحية اللغوية والتي تعج بالتقنيات المتنوعة قصد الترويج لمنتجاتها واستقطاب المستهلكين من كل الفئات. لعل اهتمامنا بدراسة اللغة نابع من جوهرها باعتبارها وسيلة تواصل كونية ولغة عالمية لا من تنوعها بصفتها لغة لقوم معينين ونظرا لتوسع اللغة ومجالات تطبيقها انبثقت عنها علوم عديدة كعلم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة الاشهاري وعلم اللغة النفسي، ويندرج ضمن علم اللغة الاجتماعي صراع لغوي تحدده متطلبات المجتمع ولعل من أبرز دواعي اختيار الموضوع، الرغبة في أن یكون العمل إسھاما جدیدا في مجال دراسة اللغة الإشهارية التونسية، من خلال سبر أغوار ھذا المكون اللساني في الإشهار والذي یعد ميدانا خصبا وشيقا للدراسة. تيقنا أن إشكالية هذا البحث ستتمحور تحديدا حول الجانب اللغوي في الإشهار التونسي الذي قد تواجهه العديد من المعضلات بسبب الازدواجية اللغوية الهجينة، وعقدة الدونية اللغوية المنتشرة في صفوف بعض النخب والطبقات الوسطى ينتج عنه تأثير واضح في مجال الإشهار ومن هنا ينطلق المشكل الأساسي للبحث! كيف ساهم التطور الحاصل في المجتمع في فتح مجالات واسعة لعديد التقنيات اللغوية المستخدمة في بناء الصورة الإشهارية وماهي انعكاسات هذه اللغات على الفرد وعلى المجتمع؟

تحميل الملف PDF