مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الحمد لله الذي بين لعباده كيد أعدائه اليهود، أعداء ملائكته وكتبه ورسله والمؤمنين وخلقه أجمعين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد الذي رسم لأمته المنهج الأمثل في التعامل معهم، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد. فإن المتتبع لسير الأحداث والعلاقات بين المسلمين واليهود يلمس كيدًا مريرًا يملأ صدور هؤلاء القوم تجاه الإسلام والحضارة الإسلامية، وهذا الكيد والخوف والترقب لا شأن لنا به إن كانت مجرد إحساس نفسي وشخصي، أما إذا كان يشكل الركيزة التي تبلور مواقف القوم من الشعوب الإسلامية دينيا، وسياسيا، واقتصاديا، فإن موقفنا يتغير بشكل حاسم. وقد صور لنا القرآن الكريم العديد من المواقف عن اليهود تبين خفايا نفوسهم، وانحراف شخصياتهم، وأمراض قلوبهم، وسجل عداوتهم الأزلية للخير والفضيلة واتباع الصراط المستقيم، وأشار إلى خطورتهم على البشرية في كل مراحلها، وحدد وجودهم وتاريخهم من خلال سخط الله _عز وجل_ عليهم، كما بين القرآن الكريم موقفهم من دعوة نبينا محمد وما جاء به لهداية البشرية، وتضمنت الشواهد الحديثية أيضا المنهج النبوي في التعامل معهم والحذر من كيدهم ومكرهم وإفسادهم. وهذا البحث يهدف إلى « الكشف عن الفكر اليهودي ومواقفهم والجدلية مع النبي بعد الهجرة إلى المدينة