مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
ترمي هاته المقالة إلى تبيين أن ابن حزم قد أسس منطقا جديدا بتعديل وظيفة المنطق الأرسطي وجعلها وظيفة بيانية سيميائية ؛ حيث تتمثل الوظيفة البيانية في كون المنطق ينتمي إلى نظام البيان المتوسل باللغة في فهم الوجود وتمثله وتأويله. أما الوظيفة السيميائية فتتجلى في كون المنطق يبحث في كيفية وقوع المسميات تحت الأسماء. إذ شكلت تلك المداخل التجديدية منطلقا لابن حزم من أجل إعادة النظر في البعد الأنطولوجي الكلي للمقولات الأرسطية وجعلها مقولات اسمية جزئية باعتبار أنه لا يوجد في العالم إلا الخالق والمخلوقات. مما انعكس ذلك على المستوى التطبيقي من المنطق عنده . وهذا بدوره سيدفعه إلى إعادة النظر في العلاقة الملتبسة والشائكة بين الاسم والمسمى والتسمية .
لقد انتظمت تلك الإشكالية وفق ثلاثة أنساق سيميائية مركزية استقطبت باقي الأنساق، واستحوذت عليها. تتحدد تلك الأنساق في ثلاثة هي : النسق الاعتزالي. فكانت مخرجاته السيميائية هي القول بمغايرة الاسم للمسمى ومماهاة الاسم للتسمية. و النسق الأشعري باعتباره النسق السيميائي اللاحق للنسق الأول. إنه نسق يتقيد بمطابقة الاسم للمسمى ؛لأن الحكم والاسم يدور مع المسمى وجودا وعدما ، حضورا وغيابا. لكن عندما يتعلق الأمر بالتسمية يحكم عليها هذا النسق بمغايرتها للاسم. باعتبارها على ما يبدو في نظرهم صناعة تأويلية تدليلية .بينما النسق الحزمي. فهو يرى أن هناك مغايرة بين الاسم والمسمى والتسمية ومنافاة بينها .