المنهج القرآني في عــلاج أخطــاء المؤمنيـن في العهــد النبــوي

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التاسع: 15 مايو 2022
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

المنهج القرآني في عــلاج أخطــاء المؤمنيـن في العهــد النبــوي

أ.د. عبد الكريم حمدي الدهشان و أ. هيام عبد القادر فرحات
الملخص

* مقدمة

إن كتاب الله الخالد هو سراج العلم والهدى، وبشير الفرج والأمل، وهو معجزة خالدة باقية إلى قيام الساعة، من غير تبديل ولا تحريف، فهو كتاب هداية وإرشاد، يهذب النفوس ويطهرها من أدران النقائص والرذائل، وينشر العدل والمساواة والمحبة بين الناس، وينهض بالمتمسكين به والمهتدين بهديه والواقفين عند حدوده إلى منازل الرفعة والكمال.

لذا كان شعاره الحماية والوقاية النافعة لحماية الفرد والجماعة من التردي في الهاوية، خاصة أن النفس أمارة بالسوء، ومن طبيعتها الوقوع في الخطأ، فجاء المنهج القرآني يرشدنا إلى اتباع الطريق القويم الصحيح لتصحيح المسار عن الانحراف والضلال، والعودة إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار.

ولقد جاء اختياري لموضوع المنهج القرآني في علاج أخطاء المؤمنين في العهد النبوي من أجل إبراز الخصائص المميزة للقرآن في التعامل مع الأخطاء، وبيان سبله الوقائية من الوقوع فيها، وذلك بهدف إنشاء جيل رباني، يتخلق بأخلاق القرآن الكريم، ويطبق شرعه القويم، ويحقق الهدف السامي الذي خلقنا من أجله، ألا وهو عبادة الله تعالى وابتغاء مرضاته، حتى تكون حياتنا كلها لله تعالى، يقول تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ [الأنعام: 162].

ولقد نهج القرآن الكريم منهجاً واضحاً بيناً في معالجة الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤمنين في كثير من المواقف والأحداث في العهد النبوي، فنزل القرآن الكريم ليصححها ويرسم المسار الصحيح الذي يجب أن ينهجه المسلمون على مدى الأزمان، والجدير بالذكر هنا أن القرآن الكريم لم يذكر هذه الأخطاء ويكشفها بقصد تعزير المؤمنين وكشف سلبياتهم، بقدر ما كان بقصد التوجيه والنصح والعلاج وكشف الحقائق. والمتتبع للسور القرآنية يجد أن النص القرآني لا يتتبع الأحداث والوقائع للرواية والعرض والتسجيل، لكنه يتتبع دخائل النفوس، وخلجات القلوب؛ لاستخلاص القيم الكامنة وراء الحوادث، ورسم سمات النفوس، واستخلاص العبر والدروس المستفادة من ذلك. 

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، وأن يتم عليّ نعمته بإتمام هذا البحث على الوجه الذي يرضاه أنه نعم المولى ونعم النصير.

تحميل الملف PDF