مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تستقري هذهِ الدراسةُ موقفَ المستشرقِ الألمانيِّ (ثيودور نولدكه) من القراءاتِ القرآنيَّة الشاذةِ وما انبثَّ عنهُ من مغالطاتٍ وطعونٍ، وإنْ كانَ يبدو في ظاهرهِ فرديًّا مجرَّدًا من أيِّ مغزًى خلا البحثَ العلميَّ، إلا أنَّ مَن يتفحَّصُ منهجَهُ سيرى فيه انحرافًا بيِّنًا؛ ذلكَ أنَّهُ يقومُ على ما شذَّ لفظُهُ من القراءاتِ القرآنيَّةِ أوِ استترَ معناهُ، لينتهيَ إلى القولِ بأخطاءٍ في النصِّ القرآنيِّ، لذلك لا بدَّ من دفعِ الشكِّ بصحةِ النصِّ القرآنيِّ بربطِ كلِّ ما جاءَ شاذًّا أو غريبًا بزمانِهِ وسياقِهِ؛ ليتضحَ أنَّهُ ناشئٌ خارجَ عصرِ الرسولِ والصحابةِ، فليسَ له أيُّ قيمةٍ توثيقيِّةٍ تدعو إلى العنايةِ بهِ، كما تسلِّطُ هذهِ الدراسةُ الضوءَ على إشكاليَّةِ استجابةِ قسمٍ من الباحثينَ العربِ لتلكم الأنظار التي خالوها واقعًا وحقيقةً. وخلصتْ هذهِ الدراسةُ إلى نتائجَ، كانَ مِن أهمِها أنَّ منهجَ (نولدكه) يختلفُ عن سائرِ المستشرقينَ في شكلِهِ لا مضمونِهِ، إذ إنَّهُ اتخذَ من معاييرِ صحةِ القراءةِ مرتكزًا لإثباتِ اضطرابِ القرآنِ وقراءاتِهِ، غاضًا طرفَهُ عن الفارقِ بينَ زمانِ تداولِ القراءاتِ وزمانِ ظهورِ هذهِ المعاييرِ؛ وذلكَ بغيةَ الوصولِ لغايةِ المستشرقينَ الجمعيةِ، وهيَ التشكيكُ في نسبتِهِ للوحيِ.