المجهول والمبدَعُ في فلسفة الجمال: معرفة الجميل وميتافيزيقا الفنّ

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التاسع: 19 أكتوبر 2022
من مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية

المجهول والمبدَعُ في فلسفة الجمال: معرفة الجميل وميتافيزيقا الفنّ

مروان الماجد
الملخص

الملخص

يهدف هذا البحث في البداية إلى تفكيك مفهوم "المجهول" ورصد طبيعته من خلال دراسة علاقاته بالمعرفة والفنّ والإبداع عبر أهمّ النظريّات الاستطيقيّة الأوروبيّة في العصر الحديث. كما يهدف هذا البحث إلى نزع البداهة عن التصوّرات الثابتة ظاهريّا للعلاقات المعقّدة بين المعرفة والجمال ومواصلة ترسيخ الفرضيّة البحثيّة المتمثّلة في استحضار مفهوم "المجهول" وإلقاء الشكّ واللا ّمعنى على ما نعتقدُ أنّه واضحٌ ومعلومٌ. ترتكز المقاربة المنهجيّة على تقسيم المبحث إلى جزئين كبيرين، الأوّل يُفسّر التصوّرات الكبرى لمسألة المعرفة الجماليّة من خلال المقترح الكانطي وانعكاساته والثاني ينظر في ميتافيزيقا الفنّ من خلال الفهم الشوبنهاوري وامتداداته. في الباب الأوّل من هذه الدراسة يرى كانط أنّ أصل الترابط الوثيق بين الحالة الذهنيّة المميّزة للشعور بالجميل و"المجهول" متأتّ من اقتران هذا الشعور بالغموض. وأنّ ملكة الحكم عنده هي واحدة من الملكات المعرفيّة العليا، فالفرق بين القدرة على الحكم الجمالي والقدرة على الحكم المنطقي هو أنّ هذه الأخيرة تفترض العلاقة بين المفاهيم، في حين أنّ الأولى تكتفي بتوافق الخيال مع الفهم، والتأليف بينهما في صورة الشيء المتمثل. تقوم معرفة الجميل في الفهم الكانطي إذن على مبدأ تمثّل ما لا يُمكن تمثّله، وهذا مكمن آخر للمجهول واللاّمفكّر فيه والمفرغ. كذلك، تفكّر فلسفة الجمال في المسافة بين الفنّ والعلم، إذ يشتركان في البحث عن المعنى وعن الحقيقة الباطنيّة للوجود، لكنّهما يختلفان في المنهج. في الباب الثاني، نرسم حدود الإطار المفاهيمي لهذا الباب ونرفع اللبس القائم بين ميتافيزيقا الفن، ميتافيزيقا علم الجمال، الفن الميتافيزيقي وعلم الجمال الميتافيزيقي. نتّفق مع الرأي القائل بأنّ التفكير والإبداع وظيفتان في خدمة العقل؛ والمنظار الميتافيزيقي لفهم الفنّ يُمكّننا من إدراك علاقة هذا الأخير بالوجود العام والخاص. يضعنا التصوّر الشوبنهاوري أمام ثنائيّة "المجهول" والجميل، إذ يظهر المفهوم الأوّل في صيغته الإيجابيّة باعتبار التماثل الطبيعي بينه وبين مفهوم الألم (السؤال الجدي عند شوبنهاور هو سؤال الفنّ والألم وهذا الأخير إيجابي في عمليّة الشعور بالجمال): المعرفة والانتشاء بوهم الإيجاد هما مظهران من مظاهر اختفاء المجهول المرادف للألم في هذا السياق. كذلك، يرى فيلسوف التشاؤم في كتابه العالم إرادة وتمثّلا أنّ مفهوم الإرادة أشمل وأعظم من العقل الذي اعتبره خادما لها. ومن امتدادات اللحظة الشوبنهاوريّة هو تعريفه للعبقريّة بأنّها تأمّلٌ وأنّ العبقري يختلف عن الإنسان العادي في درجة التقيّد بإرادة الحياة. ونستخلص أنّ لغز "المجهول" في الفهم الشوبنهاوري هو ما يُحقّق الخلاص وهو بذلك نظر تأمّلي في عالم اللاغايات واللاأغراض... في عالم مُنزّه[1].


[1] Désintéressé.

تحميل الملف PDF