مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تعيش المجتمعات الانسانية اليوم تحولات متسارعة ومتطورة في ضوء تكنولوجيا متغيرة بسرعة فائقة، حتى ان البعض لا يستطيع ان يتعرف عليها الا في وقت لاحق، بسبب تشابك المعلومات التي تطرحها، فقد ساهم الانترنت بجعل العالم بقعة صغيرة يسهل على المستخدم التعرف عليه. فهذه الثورة الالكترونية طالت مجتمعنا حال المجتمعات الأخرى، وافرزت العديد من المصطلحات والمفاهيم الجديدة ومنها "المجتمع الافتراضي" "virtual community" فهي مجالا جاذبا جيدا لمختلف النشاطات وحال كل الظواهر الاجتماعية، فلا يمكن ان تخلو من سلبيات كالاغتراب الاجتماعي. يقع البحث في محورين يمثل المحور الاول الدراسة النظرية، فيما تناول المحور الثاني الدراسة الميدانية. فقد اثار البحث مجموعة من التساؤلات من أهمها: هل يتعرض مستخدمي هذه المجتمعات الى الاغتراب عن واقعهم؟ وهل من الممكن ان يتعرضوا للاغتراب أيضا داخل المجتمعات الافتراضية؟ ومن اهداف البحث تسليط الضوء على اهم ظاهرة انتشرت بشكل واسع في المجتمع وخاصة عند الشباب، اما الفرضيات من أهمها: هناك علاقة بين ساعات التواجد داخل المجتمعات الافتراضية والاغتراب الاجتماعي عن الواقع. كما لابد من تواجد النظريات المفسرة للبحث فالتفاعلية الرمزية حاضرة وبقوة لتفسر لنا شكل التفاعل داخل المجتمع الافتراضي. اما المحور الثاني وهو الدراسة الميدانية: تضمنت منهجية البحث واستخدمنا فيه المنهج الوصفي على عينة تكونت من (50) فرد من جامعة المثنى وبالاستعانة باستمارة استبيان تضمنت (18) سؤال، وتم التوصل الى مجموعة من النتائج، ومن اهم هذه النتائج ان) 62% ( من افراد العينة شكلوا علاقات مع اشخاص لا يعرفونهم بالواقع تحت أسماء مستعارة او وهمية. وان 56%) ( من افراد العينة يعيشون حالة اغتراب اجتماعي عن المجتمع الحقيقي حيث يقضون اغلب وقتهم داخل هذه المجتمعات، وان) 62% ( من افراد العينة تعرضوا للرفض داخل المجتمعات الافتراضية وبذلك شعروا بالاغتراب الاجتماعي.