مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تحاول هذه الدراسة الكشف عن مدى أهمية كل من القضاء وخطة العدول والتوثيق بالنسبة للمجتمع في الغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط مع إبراز طبيعة العلاقة التي جمعت الخطتين معا والتي تأرجحت بين التكامل والرقابة بهدف نشر العدل في المجتمع ومحاربة مختلف مظاهر التدليس والتزوير وسلب الحقوق بغير وجه حق وحماية أنساب الناس من الاختلاط، إذ عمل القضاء على الفصل في النزاعات التي عرضت عليه وقدم القضاة خدمات أخرى مثل الإفتاء والشورى سواء لعامة الناس أو لخاصتهم وأمراءهم، ومن جانب آخر قدم العدول والموثقين خدمات جليلة سواء للقضاة أو لباقي أفراد المجتمع من خلال توثيق عقود أمنت الناس على حقوقهم وحفظت أنسابهم وكذا من خلال شهادات العدول أثناء تحرير العقود وإتمام مختلف المعاملات وبجلسات الحكم في الأقضية عند القضاة، وقد أدت أهمية خطة العدول والتوثيق بالنسبة للمجتمع والقضاء إلى إشراف ورقابة القضاة على الموثقين والعدول للتحقق من كفاءتهم وضمان نزاهتهم في أداء وظيفتهم