مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
تهدف هذه الورقة البحثية إلى مقاربة سؤال: كيف أثرت الثورة الرقمية على تصور مفهوم الفن والإبداع؟ وماهي حدود علاقته بالفضاء العام؟ منطلقين من فرضية أساس أن الثورة التكنولوجية ساهمت في ظهور الفن الرقمي وخلقت براديغما جديدا للإبداع، فهناك إمكانات رحبة ساهمت في تجاوز الفن حدود الواقع والقراءات المغلقة والمؤسسات الحاضنة له نحو فضاءات عمومية أكثر اتساعا ورحابة وحرية ، بفضل إمكانات التجاوز التي يقدمها العالم الرقمي بأدواته التكنولوجية ومجاله الافتراضي؛ ضمن أخلاقيات جديدة للإبداع في حرية الولوج للمعلومة والفضاءات الافتراضية ، مع مغادرة المرسم والورشة واستثمار أمكنة افتراضية ظهرت مجموعة من المتغيرات الفنية لتشكل براديغما إبداعيا جديدا ( الفن المفاهيمي، فن الشارع، الجرافيتي، فن الفيديو، مسرح الشارع ...) بحيث يخرج الإبداع والفن من مفهوم العرض في حدود المؤسسات المهيمنة، والأروقة التجارية ليخترق الشارع، والطرقات، والجدران... مما يؤشر على تحولات جمالية في فن ما بعد الحداثة ونسقه الإبداعي الذي يسعى إلى إزالة المسافة بين المبدع والعمل الإبداعي، والجمهور؛ إن الفنان الرقمي يهدف إلى الاحتفاء بالعمل الفني واعتبار الفن أسلوب حياة ورفض المحددات الأسلوبية نحو فن رقمي يبتكر طريقته الخاصة وفقا لخيارات البرامج التكنولوجية التي يستخدمها فليس هناك حاجة إلى سلطة نقدية سوى سلطة الذكاء الاصطناعي وقدرته على إضافة الجديد للفن الرقمي. سيعمل البحث على توظيف المنهج التاريخي بغية تتبع مسار تطور الفن والبحث في سياق المتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في تغير البراديغم الفني