مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يعمل الفن ضمن نسق مفتوح تحكمه صيرورة قابلة للتحول والتبدل والتجديد وهو ما يحيلنا الى خصوصية الفكر التركيبي للفنون التي خلقت مسارات فعل وتفكير تشاركية تجمع بين عدة اختصاصات فنية وغير فنية، سواء في الممارسات الفردية أو حتى على مستوى التكوين الأكاديمي، حيث نجد في الجامعة التونسية عدة مسارات فنية متداخلة تدعم هذا الطابع التأسيسي للمشهد الحداثي ضمن ممارسات فكرية تعتمد في بنيتها الأساسية على مختلف أشكال التجربة الانسانية لتحقيق التجاوز والانفتاح، لتسعى عبر انفتاحها على الفضاء العمومي والتظاهرات العامة نحو فتح أفق المشاركة للمثقف الحيوي الذي يمنح الممارسة الفنية قيمة اعتبارية تساعده على مواكبة التحولات التي يشهدها الفضاء العمومي والتي تؤثر بدورها على التداول الفكري مع المفاهيم الفنية. ليصبح الفضاء العمومي بصفته فضاء مفتوحا مجالا حيويا قادرا على تثمين إرادة الفعل وإرادة المشاركة والتعدد والتراكب ضمن بنية ذهنية مشتركة تفتح أفق الفعل الفني على التجديد والتنوع والتحرر، ليس من جدران الجامعة فحسب، بل من نمطية الفعل الفني وعزلته عن الآخر الفكري والاجتماعي والإنساني.