مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تناقش هذه الدراسة التأثيرات المتعددة الأبعاد للفردانية على الصحة النفسية، العدالة الاجتماعية، والهوية الدينية، مع التركيز على الآثار العميقة التي تتركها على الأفراد والمجتمعات. من خلال تحليل شامل، توضح الدراسة كيف أن التركيز المفرط على الاستقلالية الشخصية والنزعة الذاتية أدى إلى تآكل الروابط المجتمعية، ما ساهم في انتشار اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب. إضافة إلى ذلك، تكشف الدراسة كيف تفاقمت الفردانية من حدة التفاوت الاجتماعي، حيث عززت الفوارق الطبقية وهمشت الفئات الضعيفة، مما أدى إلى إضعاف مبادئ العدالة الاجتماعية. في الوقت نفسه، أضعفت الفردانية القيم الدينية، لا سيما الهوية الجماعية ضمن السياق الإسلامي. تقدم هذه الدراسة رؤى جديدة من خلال فحص الأبعاد النفسية والاجتماعية والدينية للفردانية من منظور شامل، مدعومة بأعمال ميدانية شملت مقابلات واستبيانات. كشفت النتائج عن علاقة قوية بين تصاعد الفردانية وانخفاض مستوى الرفاه النفسي، وتفكك الهياكل الاجتماعية، وضعف الهوية الدينية. ويكمن الابتكار في هذا البحث في مقاربته متعددة التخصصات، حيث يجمع بين علم النفس، علم الاجتماع، والدراسات الدينية لتقديم فهم شامل لهذه الظاهرة. تسهم الدراسة أيضًا في إثراء الأدبيات السابقة من خلال اقتراح حلول عملية مستمدة من التعاليم الإسلامية لمواجهة التأثيرات السلبية للفردانية. تشمل هذه التوصيات تعزيز المبادرات المجتمعية وتطوير برامج تعليمية ترتكز على قيم التضامن والمسؤولية الجماعية، والقيم الأخلاقية. تدعو الدراسة أيضًا إلى إجراء المزيد من الأبحاث في المجالات غير المستكشفة مثل تأثير الفردانية على الاستدامة البيئية والسلوك الاقتصادي، ودورها المحتمل في إعادة تشكيل الإطار الأخلاقي للمجتمعات المعاصرة، في الختام، تؤكد هذه الدراسة على ضرورة التصدي لتأثيرات الفردانية المتزايدة، والدعوة إلى تجديد التركيز على دور الدين والمجتمع في استعادة التماسك الاجتماعي وتعزيز الصحة النفسية والرفاه الجماعي.