مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
لقد تعدّدت التّعريفات، وتنوّعت الآراء حول مفهوم العولمة الضّبابيّ، وحول تأثيرها على اللّغة العربيّة. وكان لا بدّ منَ التّمييز بينها وبين العالميّة. فالعالميّة انفتاح على العالم، أمّا العولمة فمحاولة إلغاء الآخر، والسّيطرة الفكريّة والثٍّقافيّة عليه، وشلّه على كلّ الأصعدة. وما لا خلاف عليه أنّ انهيار اللّغة العربيّة وضعفها، ضعف للحياة العقليّة والثّقافيّة وانهيار لها، وطريق إلى تهديم وإذابة الأمّة العربيّة، الّتي تقوى بلغتها وعقيدتها. ولقد أثّرت العولمة تأثيرًا بالغًا في اللّغة، ففي عصر التّكنولوجيا الحديثة وعصر التّفجّر المعلوماتيّ والتّقنيّ ، قد واجهت اللّغة العربيّة تحدّيات كثيرة وأزمات جمّة. ورغم أنّ هذه الثّورة التّكنولوجيا، وسّعت آفاق اللّغة وساعدتها على الانتشار والارتقاء في مواضع مختلفة، وخزّنت بمكتباتها الإلكترونيّة آلاف الكتب والموسوعات الشّعريّة، إلّا إنّ مخاطر حقيقيّة رافقت هذا التّطوّر، فلقد سعت العولمة إلى مصادرة روح الحضارة العربيّة الإسلاميّة، بكلّ ما أوتيت من وسائل، بتقويض أهمّ دعامة من دعائم صلابتها -عنيت اللّغة العربيّة