مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تمثل العقيدة الأشعرية أحد الأسس العقدية والفكرية للمغرب الأقصى، إذ أسهمت في صياغة الهوية الدينية والثقافية للمنطقة. تميزت الأشعرية بمنهجها الوسطي الذي جمع بين العقل والنقل، مما عزز من استقرارها واستمراريتها، وقد ساعد هذا النهج في توحيد المجتمع المغربي فكرياً وعقائدياً، خاصة في مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة والبدع. انتشار الأشعرية في المغرب كان نتيجةً لجهود العلماء المغاربة الذين تأثروا بفكر الإمام أبي الحسن الأشعري خلال رحلاتهم إلى المشرق، وعادوا حاملين مبادئه العقلانية. كما لعب علماء المشرق دوراً في نشر هذه العقيدة من خلال مؤلفاتهم وآرائهم. وساهمت هذه الجهود في إدخال الفكر الأشعري إلى المغرب وتطوير المدرسة المغربية العقدية. على مر العصور، اكتسبت الأشعرية دعماً من السلطات السياسية، خاصة في ظل الموحدين الذين تبنوا هذا المذهب لتعزيز شرعيتهم ومواجهة المرابطين، حيث شكلت عقيدة رسمية للدولة، وأُدمجت تدريجياً مع المذهب المالكي في الفقه والتصوف الجنيدي. ساعد هذا التكامل الثلاثي في خلق هوية دينية مغربية متماسكة، انعكست في التعليم والتربية من خلال المنظومات العلمية، مثل المرشد المعين لعبد الواحد بن عاشر.