الطابع الترسلي في نص الغفران

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الخامس عشر: 19 مايو 2024
من مجلة أنساق للفنون والآداب والعلوم الإنسانية

الطابع الترسلي في نص الغفران

محمد جرو
الملخص

لقد مثلت رسالة الغفران رمزا و معلما بارزا في تاريخ الأدب العربي وخاصة في مجال السرد من حيث هي مساءلة للكون و العقيدة و الغيب بل مساءلة الانسان  لذاته ،ولأفعاله ،ولما انتج من القيم والنواميس ، ولما أسس من التقاليد والرؤى ، وقد احتفى الفكر العربي بهذا النص، فاستقطبت الرسالة كما هائلا من الدراسات النقدية منذ ظهورها، حيث تعاقبت هذه البحوث لقراءة هذا النص التراثي وتعددت مناهج وزوايا النظر اليه، بحسب خلفيات كل باحث ، وأيضا بحسب المقاصد والغايات التي يرسمها كل ناقد ، مما اسهم في فتح هذا النص على افاق جديدة ومساءلة قضاياه في ضوء إشكالات معاصرة خاصة وأنه  أثر أدبي نفيس وفريد حلق به منشئه في عوالم لم يعرف العرب مثلها من قبله، ولم يعرفوا مثلها من بعده، وقد استمر وخلد هذا الأثر لأنه قادر على تحريك السواكن واحداث ردود فعل وعلى اقتراح قراءات متجددة له، خاصة في مرحلة عصر الاحياء مع مطلع القرن الماضي حيث شكل استدعاء رسالة الغفران ونصوص تراثية أخرى حراكا ثقافيا لأهمية هذه النصوص من جهة ومن جهة أخرى لبعث تراثنا وتجديده على ضوء العلم ومناهجه الحديثة لغربلته وفصل هشيمه عن بذوره النابضة بالحياة.

وقد أثارت قضية تجنيس نص الغفران إشكالا كبيرا باعتبار هذا النص أحد عيون الأدب العربي، وذلك لما فيه من الجدة، و الابتكار من ناحية، والكم الهائل من العلوم و المعارف والشروح والتعليقات من ناحية أخرى حيت حمّل المعري نصه عصارة فكره وخلاصة علمه وأدبه ، مما جعل الباحث و الدارس لهذا الأثر  يحار أين يضعه أو يجنسه -على الرغم من عنوان الكتاب الذي يحيل الى جنس الرسالة- ولذلك نجد أن الدراسات تباينت في نتائجها ، وتعددت حسب الزوايا النقدية المنظور من خلالها إلى رسالة الغفران.

وسأتوقف  عند مظاهر حضور جنس الرسالة  في هذا النص المفتوح ، وسأعمل في بداية المقالة على  تقديم زوايا من التصور النظري الذي سأشتغل عليه بهدف التدقيق والتعميق ،و جعل القارئ قادرا على مواكبة الدراسة والامساك بخلفياتها ومعرفة حدودها وافاقها، وأيضا لتحقيق نوع من الانسجام بين التصور النظري و الممارسة التطبيقية انطلاقا من وعي ابستمولوجي يقوم على صلاحية  التأويلات وتعددها للنص الواحد

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً