مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الإشهار دون شك وسيلة ترويجية تسعى بالأساس الي التأثير في اختيارات المتلقي لضمان تحيزه لاختيار معين، لكننا لا نستطيع إنكار دوره التواصلي خاصة في ظل التطور التكنولوجي وتطور وسائل الإعلام فقد ساهم الإشهار في تحقيق التواصل بين الأفراد وبين الشعوب، اذ يمثل عامل رئيسي في تشكيل هوية العلامة التجارية عبر ترك انطباع قوي في أذهان المستهلكين، بالاعتماد على عددة وسائل خاصتا منها اللغة في الاشهار والتي تمثل احد أهم مصدر للتواصل بين الأفراد والمجتمعات عن طريق تبادل مجموعة من الرموز يالاعتماد على كلمات مشفرة مبنية بشكل دقيق. ومن بين اهم مظاهر تحوّل الخطاب الإشهاري التونسي تحرره التدريجي، خاصتا في السنوات الأخيرة، من قيود العربية الفصحى وهيمنة اللغة الدارج والعامي وحتى السوقي. وهو ما يبرر بالرغبة في التوجه إلى أوسع عدد ممكن من الجمهور، لذلك تخاطبه الإشهارات بعباراتٍ محلية يألفها، وقد تلجأ إلى الصور والأمثال الشعبية والضمنيات الخاصة بغرض دغدغة مشاعر المتلقي والنفاذ إليها. وفي هذا السياق، تأتي الشعارات الإشهارية التونسية لتلعب دوراً فعّالاً في تعزيز تركيب الصورة وإلى استمالة المستهلك واستدراجه مما يجعله يخضع لمعايير فنية وإبداعية، لعل هذا الإبداع يبرز فعلا في الشعارات الإشهارية باعتبارها الجزء الأهم فهي تلك الجملة المقتضبة التي تتداول في الإشهار التلفزي أو تكتب في الإشهار الورقي فتؤثر في المتلقي وتعلق في ذهنه. باعتبار ان الشعار الإشهاري يميز الأفراد حسب خصوصياتهم واختلاف احتياجاتهم وثقافتهم وفي نهاية المطاف يتعامل مع المتلقي كمتقبل أي ليس له دور فاعل سوى التلقي والاستجابة للإشهار. يهدف هذا المقال إلى فحص وتحليل الشعارات الإشهارية التونسية، وذلك بغية فهم كيف يمكن لهذه العناصر اللغوية أن تعزز تركيب الصورة الاشهارية وسنسعى إلى تحديد العناصر البارزة التي تميز الشعارات التونسية وتحليل الأساليب المستخدمة لنقل رسائلها بفعالية. وتعزو أهمية هذه الدراسة إلى التغيرات المتسارعة في مجالات الاشهار والتكنولوجيا، حيث أصبحت الصورة البصرية تأثير كبير في اتخاذ قرارات. ويعتبر فهم كيفية استخدام الشعارات الإشهارية التونسية لبناء وتعزيز الصورة العلامية أمرًا حيويًا لنجاح الحملات الدعائية. وبناءً على تطور السوق واستجابة المستهلكين، نفترض أن الشعارات الإشهارية التونسية تعتمد على عناصر واساليب محددة تسهم في تركيب صورة العلامة التجارية بشكل إيجابي. كما نفترض أن هذه الشعارات تتبع استراتيجيات لغوية معينة لنقل رسائلها بفعالية للجمهور. اذن تكمن المشكلة في فهم كيف يمكن للشعارات الإشهارية التونسية تحسين تركيب الصورة. وفي كيفية تحقيق توازن بين الابتكار والالتزام بالقيم والثقافة المحلية لتحقيق أقصى تأثير إيجابي. وسنسعى إلى إلقاء الضوء على دور الشعارات الإشهارية التونسية في تحسين تركيب الصورة للعلامات التجارية وكيف يمكن استغلالها بفعالية.