مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إنّ توظيف دلالة الرمز ( صورة الرمز ، شعرية الرمز ، دلالة الرمز ، أنماطه ، إيحائاته ) ، في القصيدة الشعرية الحديثة سمة مشتركة بين غالبية الشعراء ( الشعراء العرب قديما وحديثا ) ، على مستويات متفاوتة من حيث الرمز البسيط إلى الرمــــز العميق في الشعر ، وإذا وِظف الرمــــز بشكل جمالي منسجم دقيق ، واتساق فكري فأنــــهُ يسهـــــم في الارتقاء بشعرية القصيدة ودلالاتها وسماتها وهدفها وعمق الدلالة الرمزية وشدة تأثيرها في المتلقي، وقــــــــد غــــــــــرف الشعراء المحدثين من معين الرمز الأسطوري والتراثي و الصوفي صوراً فنية للواقع واستمدوا منه كل ما يشجعهم ويدفعهم إلى الإبداع والتألق ليأخذ صداه في حياتنا ، لكنّ ذاك الصّدى يصبح أكثر مرونة ووضوحاً في منجزات الأدباء والشعراء ؛ إذ عرضوه وفقاً لآليات عديدة مختلفة ، تنوّعت بين مستويات عديدة ودقيقة ، كان منها المستوى الرّمزيّ ؛ إذ جسّد الرّمز أداة فاعلة لرصد التّردّي الذي حلّ بالواقع العربي خصوصا في الأدب العربي جانب الشعر ، فكان هناك معجم خاصّ لرموز واقعيّة خاصّة ؛ إذ كان الشّوك رمزاً للمعاناة ، وكان الجراد رمزاً للمستغلِّين والمتسلطين ، وكان المطر والماء رمزَي التّطهير والخير والبركة والرزق ، ولهذا جاء هذا البحث بعنوان: (الرّمز في الشّعر العربي الحديث / دراسة تحليلية لسعدي يوسف وأحمد مطر).لكثرة استعمالهم للرمز .