مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يعد الحجاج فعالية جدلية تداولية يبحث في دراسة تقنيات الخطاب التي تؤدي بالعقول إلى التسليم بما يُعرض عليها من اطروحات وأفكار، عن طريق تحقيق الاقتناع والعمل في ضوء ذلك الاقتناع، إذ يؤخذ بعين الاعتبار مقتضيات الحال من معارف مشتركة ومطالب إخبارية وتوجهات ظرفية، والاشتراك الجماعي في إنشاء معرفة عملية إنشاءً موجَّهاً قدر الحاجة، والبحث الموسوم بـ (الحِجاجُ بين الاستدلالِ والاقناعِ-حِجةُ التَمثيلِ نَموذجاً) يبحث في الكيفية التي يتم فيها تحقيق الاقتناع عن طريق التمثيل. وتكمن أهمية البحث في دراسته لآلية تحقيق الاقتناع الذي يقع بين الاستدلال من جهة، والاقناع من جهة أخرى؛ إذ يرتبط الحجاج بالاستدلال من جهة طبيعة الأمثلة والحجج المقدمة؛ فالاستدلال قائم على أساس عقلي، والنص الحجاجي قائم على البرهنة وفق نظام تترابط فيه العناصر بنسق تفاعلي وتهدف إلى غاية مشتركة، ومفتاح هذا النظام لساني بالأساس؛ فلو أعدنا النص الحجاجي إلى أبسط صوره؛ وجدناه ترتيباً عقلياً للعناصر اللغوية يستجيب لنية الاقناع. وتكمن علاقة الحجاج بالإقناع؛ بطريقة عرض الحجج وتقنياتها، إذ يُشترط فيه البينة التي تكون بمنزلة الدليل الذي بلغ درجة الوضوح؛ فيصير معها المتوسل؛ قادراً على الظهور على خصمه، كما لو كان هذا الدليل الظاهر مستغنياً بظهوره عن جانب الاستدلال فيه. واعتُمِدَ الاسلوبُ الوصفي التحليلي كمنهج لدراسة البحث.