مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تروم هذه الورقة العلمية إثارة نقاش قديم جديد في محاولة للإجابة عن سؤال محوري، ما الجدوى من الأدب؟ بتعبير آخر، نريد صياغة السؤال مسائلين لا مقتفين هذه المرة بعضا من أفكار الدكتور عبد الفتاح كليطو، هل يمكن التخلي عن الأدب بالمرة؟ أم أن الحاجة لا زالت ماسة للأدب حاجة شهرزاد للحياة، باعتباره محضنا للقيم النبيلة حين ينتقد، ويمتع، ويهدم ليبني، وكيف كان هذا الإبداع سبيلها الوحيد والأوحد لأن تعيش، مادامت تحقق المتعة لمالك نفسها وواهبها الحياة، من هنا حق لنا أن نتساءل:
هل القصص التي روتها شهرزاد لتنجو بنفسها من وحي خيالها؟، هل كانت تعكس تمثلاتها وتصوراتها للحياة؟ بمعنى هل حققت لها المتعة الذهنية والنفسية أيضا؟ أم الليالي كانت مجرد إبداع خرج من رحم الخوف والمعاناة، أملا في فرصة ورصاصة رحمة، ليخرج لقراء الأدب العالمي هذا الإبداع الفريد الرائع؟
من ثمة نحاول أن نقارب تداوليا ومعرفيا إشكالية الجدوى من الأدب، من خلال تحليل الليلة الثالثة والعشرين من ليالي "ألف ليلة وليلة"، ولنصوغ الإشكال بطريقة أوضح: هل الأدب ممارسة واعية وحاجة نفسية وذهنية تعكس تمثلاتنا وتصوراتنا للحياة؟ هل هو ممارسة تحقق الشغف والمتعة، وتسعى لمقاومة الرداءة والنزوعات المادية المفرطة التي لا تعترف إلا بما هو مادي؟، أم أنه مجرد هلوسات لا تسمن ولا تغني من جوع يبتدعها الأديب كما شهرزاد لمحاولة تضليل القارئ وتنويمه بل واستغفاله، عن قصد أحيانا، حتى يسكت عن الكلام المباح؟