التناوب اللغوي بين اللغتين المهرية والعربية لدى المهريين السعوديين

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الثالث عشر: 15 يونيو 2023
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

التناوب اللغوي بين اللغتين المهرية والعربية لدى المهريين السعوديين

محمد بن عبد الله بن سعود بن شقير وأمل بنت عبدالله الراشد
الملخص

تناولت هذه الدراسة ظاهرة التناوب اللغوي بين اللغتين المهرية والعربية لدى المهريين السعوديين. وتمت الإجابة عن أسئلة البحث المتعلقة بهذه الظاهرة من ناحية تشكيل لمحة مختصرة حول الخلفية الاجتماعية والأكاديمية لعينة من المهريين السعوديين وبحث أثر الصفات الديموغرافية على ممارسة التناوب اللغوي ومتى وأين تُمارس هذه الظاهرة والوظائف التي تؤديها والأسباب التي تقف ورائها. أُجريت الدراسة على 200 فرد من المهريين السعوديين من جميع الاعمار ومن كلا الجنسين، في مدينة الشرورة في منطقة نجران جنوب المملكة العربية السعودية وذلك من خلال استخدام أداة البحث الاستبيان والمكون من أربعة أجزاء. بعد تحليل البيانات، ظهرت عدة نتائج منها أن 74٪ من المشاركين ليس لديهم أقارب من أصول غير مهرية. على النقيض من ذلك، فإن 6.5٪ فقط من آباء المشاركين هم من خلفية غير عربية. وجد أن 99٪ من المشاركين يستخدمون اللغة المهرية فقط في المنزل كما أن 84% يرغبون في السفر خارج المملكة العربية السعودية و32٪ من المشاركين يرغبون بالزواج من غير مهري/مهرية. 90% من المشاركين أجابوا بدرجة من بالإيجاب للفقرة المتعلقة بالسؤال بأن معظم المحيطين يتكلمون اللغة العربية المحكية. 72% أفادت بأنها تمارس اللغتين أي التناوب اللغوي بصورة تلقائية عفوية. نتيجة التحليل العاملي الاستكشافي لجزء الاستبيان الخاص بممارسة التناوب اللغوي بشكله اليومي، ظهرت أربع عوامل كامنة فسرت حوالي 60% من التباين في سلوك الافراد عند ممارسة التناوب اللغوي لدى عينة المهريين السعوديين. وهذه المكونات هي الخلط بين ما هو مهري وعربي، خلفية الوالدين، الانفتاح على الغير مهري، والأقارب غير المهريين. وجد أيضا أن الذكور يمارسون التناوب اللغوي أكثر من الاناث وكلما كان العمر أصغر زادت ممارسة التناوب اللغوي وهذا متسق مع الإرث التربوي والدراسات السابقة. كذلك وُجد أن غير المتزوجين/العزّاب اكثر ممارسة للتناوب اللغوي من غيرهم من المتزوجين والمطلقين، وكلما زاد مستوى التعليم كلما زادت ممارسة للتناوب اللغوي في حين أنه لم يظهر أي أثر للحقل التعليمي أو الوضع الاقتصادي أو القطاع الذي يعمل به الفرد على ممارسته للتناوب اللغوي. تم التوصل أيضا إلى أسباب ممارسة التناوب اللغوي وهي الأسباب الاجتماعية، اللغوية، الإدراكية، وأخيرا الأسباب الشخصية والتي تعتبر الأسباب الرئيسة لممارسة المهريين السعوديين للتناوب اللغوي بين اللغتين المهرية والعربية في تواصلهم اليومي. كذلك أظهرت نتائج التحليل العاملي الاستكشافي ثلاث عوامل كامنة فسرت حوالي 77% من التباين في استخدامات التناوب اللغوي لدى المشاركين في ممارستهم لهذه الظاهرة. وهذه المكونات هي الاستخدام للمعارف: العائلة والأصدقاء، الاستخدام الأكاديمي، والاستخدام الرسمي (غير الأكاديمي) والتي تعتبر الوظائف الرئيسة التي تؤديها ممارسة المهريين السعوديين للتناوب اللغوي بين المهرية والعربية في تواصلهم اليومي. بالإضافة لذلك أظهرت النتائج أن المشاركين يمارسون التناوب اللغوي بين اللغتين المهرية والعربية بشكل أكبر عندما يطرقون باب المؤسسات الحكومية وخلال التعامل مع الآخر غير القريب. ولكن أقل ممارسة عند تعاملهم مع عوائلهم وأصدقائهم. في حين تقع المدرسة في الوسط عند تعاملهم مع معلميهم في الفصل وخارجه وهذا يتسق مع ما وجد في الدراسات السابقة.

تحميل الملف PDF