مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
نتناول في هذا المقال التقويض الأنطولوجي لأنطولوجية الكائن عند مارتن هايدجر، على اعتبار أن هايدجر يؤسس تصوره الفلسفي على أن تاريخ الفلسفة أهمل الفرق الأنطولوجي بين الكون être والكائن étant ، إذ اهتمت الأنطولوجيا بالكائن في حين ظل سؤال الكون متواريا إلى الخلف. وقد بدأ هذا التواري منذ اللحظة الأفلاطونية حيث يفهم الكائن بأنه أيديا، فكانت تلك هي بداية تدشين لعصر الميتافيزيقا التي سيعمل ديكارت على تجذيرها بربط الكائن بالتمثل وجعله موضوعا للذات المفكرة. هذا المسار سيتجذر أكثر مع نيتشه لما سيعلن أن إرادة القوة هي التي تقرر بشأن الحقيقة، والكائن الحق هو الذي يكون مطابقا لذاته وحاضرا دائما نتيجة فهمه للزمن كعود أبدي.