مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخص
احتل التعليم عن بعد مركز الصدارة خلال جائحة كوفيد-19 كأحد أهم الأدوات اللازمة لمواكبة وتيرة العملية التعليمية. هذا الواقع فرض على الحكومات والمختصين في مجال التعليم إعادة النظر في جميع جوانب نظام التعليم وفلسفته ومنهجيته وأدواته أثناء وبعد الوباء. لذلك تستكشف الدراسة الحالية التحديات والفرص التي رافقت العملية التعليمية في جامعة كان – نورماندي في فرنسا، حيث أن الوباء أجبر الكوادر والطلاب على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة من المنزل فمن الضروري استكشاف كيف واجه أعضاء الهيئة التدريسية بيئات العمل الجديدة وكيف يمكنهم تحقيق أهداف ومتطلبات العملية التعليمية والتنظيمية والسلوكية. تهدف هذه الدراسة إلى تقييم التجربة القسرية في التعليم عن بعد، مقارنة بالتعليم التقليدي وكشف قدرة هذا الأسلوب على الاستجابة لأهداف العملية التعليمية وفلسفتها. تم اختيار أسلوب دراسة الظواهر كأحد المناهج الملائمة في مثل هذه الظروف. كشفت النتائج أن الانتقال المفاجئ من التعليم التقليدي إلى التعليم عن بعد في جامعة كان – نورماندي كان تحدي حقيقي ويثير مشاعر الإحباط، حيث واجه أعضاء الهيئة التدريسية صعوبات على المستوى الإنساني والفني والتنظيمي. أيضاً أشارت النتائج إلى أن أسلوب التعليم عن بعد أبرز مشاكل تتعلق بجودة التعليم ونتائج العملية التعليمية ككل. كما أظهرت النتائج إلى أن هناك فجوة في تكافئ الفرص سببها تقص القدرة من الوصول للموارد التعليمية مما انعكس سلباً على نتائج العملية التعليمية. أكدت النتائج قلة الخبرة في مجال إعداد وتصميم المادة التدريسية مما تسبب في ضياع الكثير من الجهد والوقت. أخيرا تؤكد النتائج بأن تجربة التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا كانت قاسية لكنها مفيدة وقد أغنت تجربة المعلمين أن هذا الشكل من التعليم سمح بنقل المعرفة وأنقذ المنظومة التعليمية برمتها. يمكن أن يزداد الطلب على التعليم عن بعد مما قد يغير من شكل التعليم في المستقبل إضافة إلى كل المنهجيات التربوية القديمة.