مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
تعدّ التربية على القيم أحد المداخل الأساسية لبناء الإنسان وتنمية المجتمعات، إذ تسهم في تكوين شخصية متوازنة قادرة على التفاعل الإيجابي والمساهمة في التنمية. يهدف هذا البحث إلى إبراز أهمية التربية القيمية ودورها المحوري في بناء شخصية المتعلم، وتأهيله ليصبح فردًا منتجًا وفاعلًا في مجتمعه. تناول البحث مفهوم القيم وعلاقتها بالتربية، مشيرًا إلى أن القيم تمثل موجهات للسلوك الإنساني، ولا تقتصر على القيم الأخلاقية الدينية، بل تشمل القيم الإنسانية، الاجتماعية، والجمالية. كما استعرض أهمية القيم باعتبارها منظومة متكاملة تُرسي التماسك الاجتماعي، وتُعزز الهوية الثقافية، وتسهم في مواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل الانفتاح الثقافي والتغيرات العالمية. ركزت الدراسة على القيم التربوية ودورها في بناء شخصية المتعلم من خلال ثلاثة محاور رئيسية: القيم الدينية التي تُنظم علاقة الفرد بخالقه ومجتمعه، القيم الأخلاقية التي تُوجه السلوك نحو الخير، والقيم الفكرية والجمالية التي تنمي الإبداع وتُحفز التفكير النقدي. خلص البحث إلى أن التربية على القيم هي أداة فعّالة لإعداد المتعلم وتمكينه من التعامل مع تحديات العصر. وأوصى بتطوير مناهج تعليمية تعزز هذه القيم، وتوحيد جهود المؤسسات التربوية والمجتمعية لتأسيس منظومة قيمية متكاملة. تعتبر هذه الدراسة دعوة للتفكير في التربية كعملية قيمية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة وتحقيق التكامل بين الفرد والمجتمع.