مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الملخّص
إنّ المتتبّع لإسهامات الفقهاء في القطر الجزائري يلحظ بوضوح أنّهم استفرغوا وسعَهم في نشر المذهب المالكي وخدمته، وكان لهم الحظّ الموفور في العلم والمعرفة، وسعة الأفق، والحجج القويّة؛ مما يترجم صدق النصرة وقوّة العزيمة وسلامة المسلك، وإنّ إحياء ذلكم الرصيدَ الفقهي، ثم استثماره؛ يقتضي في المقام الأول مسحا شاملا لمفردات أبحاث وأعمال فقهاء الجزائر عبر القرون، وهذا المسح الشامل يعطي تصورا واضحا للباحثين ويدفع أقلامهم إلى تلمس المعالم المضيئة للاجتهاد الفقهي المالكي في الجزائر، وإبراز دور أعلامه في التمكين له، كما يقدم للمثقفين عامّة خطوطا عريضة لا يسهل تخطيها؛ تبرز بجلاء رسوخ المذهب المالكي بالجزائر واجتهاد فقهاء هذا البلد عبر الأجيال في خدمته ونشره، وكما قيل: أول التجديد؛ قتل الماضي بحثا. وأمامَنا إمام جبل، ساهم في رقي مذهب مالك، ألا وهو الإمام: يحيى بن محمد بن عبد الله، الشّاويُّ، المِلْيانيّ، الجزائري (1030ه - 1096 هـ) ؛ فأحببت أن أساهم بجهد المقلّ في إبراز سيرة ومكانة هذا الإمام في خدمة مذهب مالك بالجزائر