مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يتأطر البحث ضمن محاولة قراءة التراث العربي النحوي القديم، لا بقصد التبخيس والاتهام بالنقص، بل بغرض مساءلته و الاستفادة من جهود النحاة القدماء ومناقشة نظرتهم لقضايا الاشتقاق بصفة عامة، ومحاولة فهم وتبسيط قضية اشتقاق اسم الفاعل من الجذر المهموز بصفة خاصة، حتى لا تلتبس على الطلاب هذه المباحث الصرفية والصواتية في مسار بناء تعلماتهم الأساس في النحو والصرف، فحاولنا من خلال هذه الورقة العلمية توظيف العدة النظرية والإجرائية للصواتة التوليدية المعيار التي قدمت لنا إجابات مقنعة حول الموضوع، بل مكنتنا من تجاوز بعض المشاكل أثناء عملية الاشتقاق التي اعتبرها النحاة ظواهر نحوية وصرفية فقط واضعين لها معايير ثابتة، في حين تتدخل مجموعة من القواعد الصواتية لتعمل إلى جنب القواعد الصرفية، حيث تخرج عن ضوابط وقواعد النحاة والصرفيين، ثم الاستعانة بالإطار النظري الثاني المتمثل في الصواتة المستقلة القطع حيث مكنتنا مبادئها من اختزال عملية الاشتقاق في الجذر الصامتي، حيث أجبنا عن سبب اقتصار النحاة على اشتقاق اسم الفاعل من مقولة الفعل فقط، ظنا منهم أنه هو أصل الاشتقاق، والنتيجة المهمة أيضا التي خلصنا إليها، من خلال تبني هذا الإطار النظري هو سهولة ومرونة تعامله مع المورفيم الانعكاسي الاشتقاقي والتصريفي من خلال تخصيصه لطبقة خاصة به تميزه عن طبقة الجذر، وبالتالي جعلتنا نهتدي بسرعة إلى جذر الكلمة عبر مبادئ ومواضعات تميز التمثيل اللاخطي المستقل القطع.