استكشاف التنوع الإبستميولوجي العالمي ومقاربتها مع الإبستميولوجيا الإسلاميّة الحديثة

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الثامن عشر: 15 أكتوبر 2024
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

استكشاف التنوع الإبستميولوجي العالمي ومقاربتها مع الإبستميولوجيا الإسلاميّة الحديثة

سمير حسن عاكوم
الملخص

يشهد النظام الدولي حالة جديدة في سياق حركة التغير التاريخي المستمر. لا أحد يمكنه تجاهل الولادة القيصريّة الحاليّة المتمثلة في الإنتقال من مرحلة الأحادية القطبية Unipolarity لسيطرة كيان سياسي لا يتجاوز حجمه 5% من سكان العالم، ويمتلك قدرة هائلة في التأثير على مختلف الإتجاهات إلى مرحلة التعددية القطبية Multipolarity لأقطاب ثقافات متعددة، ليتشاركوا بعدها في تحديد مسارات السياسة الدولية الجامعة. أصبح استكشاف نظام التقاليد المعرفية المتنوعة في ظل وجود هذا العالم المتصل ومتعدد الثقافات أمرًا ضروريًا لفهم شامل للمعرفة وأسسها وتوضيح ماهيّة كل منها وصولًا الى بناء اطار معرفي جديد للعلاقات الإنسانيّة. هيمنت النماذج الغربيّة على الإبستميولوجيا كعلم دراسة المعرفة مع ما يعنيه ذلك من تجاهل آراء غنية ومعقدة تقدمها تقاليد ثقافية وفكرية أخرى روسيّة، صينيّة، هنديّة، يابانيّة و... وصولًا لتغييب قواعد الإبستميولوجيا الإسلاميّة التي تقدم إطارًا فريدًا وعميقًا للمعرفة يدمج الأبعاد الروحية والأخلاقية والعقلانية. ترتكز المعرفة الإسلامية المتجذرة في مفهوم التوحيد القرآني على تحقيق التوافق بين الوحي والعقل، والاستخدام الأخلاقي للمعرفة وتكامل العلوم المختلفة. تقدم منظورًا تليولوجيًا teleological perspective بحيث يكون السعي للمعرفة ليس مجرد سعي فكري مادي بل وسيلة لتحقيق فهم أعمق وشامل للإله والكون عبر ادخال مبادئ رئيسية في المنهج العلمي مثل الفطرة، التوازن بين العقل والوحي والأسس الأخلاقية للمعرفة ومن ثم تحويلها الى نهج شامل يُكَمِل ما تفتقده التقاليد المعرفية الغربية وغيرها، وتحقق من خلالها مصلحة تحقيق كيانيّة حضاريّة للعالمين العربي والإسلامي تتكامل مع غيرها من الحضارات والكيانات الإنسانيّة المتنوعة والمنفتحة في عالم جديد يستوعب الفكر الإنساني بمختلف اتجاهاته بعدالة وإنصاف بعيدًا عن الساديّة والعنصريّة.

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً