مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
ملخص- من أهم دواعي ظهور التقويم التربوي الواقعي التحول من المدرسة السلوكية التي تؤكد على ضرورة أن يكون لكل درس هدف محدد بدقة في صورة سلوكية قابلة للملاحظة والقياس إلى المدرسة المعرفية التي تركز على ما يجري بعقل المتعلم من عمليات تؤثر في سلوكه ، والاهتمام بعمليات التفكير العليا كاتخاذ القرارات وحل المشكلات باعتبارها مهارات عقلية لا غنى عنها ، ويعود السبب في هذا التحول الى زيادة الاهتمام بتعلم الطلاب كيفية الوصول إلى المعرفة وتنمية أنماط التفكير اكثر من تحصيلهم للمعرفة نفسها ، ولهذا فقدت الأهداف السلوكية بريقها الذى استمر طيلة عقد الستينات من القرن الماضي، وحل محلها ما يسمى بنتاجات التعلم Learning outcomes ، والتي تكون في شكل أداءات يستطيع المتعلم أن يقوم نفسه فيها ذاتيا ثم يقارن ما أنجزه بالأداءات المطلوبة ، والتقويم التربوي الواقعي Authentic Assessment من أساليب التقويم التي تراعي تلك التوجهات الحديثة.(2007، ابوشعيرة )
يعكس التقويم الواقعي أداء المتدرب ويقيسه في مواقف حقيقية . فهو تقييم يجعل المتدربين ينغمسون في مهمات ذات قيمة ومعنى بالنسبة لهم، فيبدو كنشاطات تعلم وليس كاختبارات سرية . يمارس فيها المتدربين مهارات التفكير العليا ويوائمون بين مدى متسع من المعارف لبلورة الأحكام او لاتخاذ القرارات أو لحل المشكلات الحياتية الحقيقية التي يعيشونها. وبذلك تتطور لديهم القدرة على التفكير التأمليةreflective thinking الذي يساعدهم على معالجة المعلومات ونقدها وتحليلها، فهو يوثق الصلة بين التعلم والتعليم ..
والتقويم الواقعي يشمل مجموعة من الاستراتيجيات أهمها استراتيجية مراجعة الذات التي تتضمن استخدام استراتيجيات فرعية متنوعة ومن أهمها ملف الطالب ( ملف الإنجاز ) او ما يسمى protofilo
ويعد ملف الإنجاز احدى الاستراتيجيات التقويمية التعليمية الجديدة والتي أصبحت تستخدم بكثرة في العديد من الدول في الآونة الأخيرة ، سواء في المؤسسات التعليمية او المجالات الاقتصادية او الفنية، وقد جاءت ملفات الإنجاز في المؤسسات التعليمية كردة فعل على الطرق الاعتيادية المؤلفة كالامتحانات المعرفية وانطباعات المعلم الذاتية ، اذ يشعر الطلبة ان التقييم من قبل المعلم لا يعكس أدائهم الفعلي ( 2000، Manning )