مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
ترمي هاته المقالة إلى الكشف عن مرتكزات الطرح الإبستمولوجي الذي قدمه الزجاجي لعلم النحو في ضوء التاريخ الداخلي للعلم والتاريخ الخارجي له. حيث يعتبر سيبويه هو واضع الأسس والمبادئ الكبرى والمفاهيم المركزية في النظام النحوي. وإذا كان المبرد قد قام بتأسيس معالم نظرية نحوية دلالية في النظام النحوي بربطه بين الجملة والرفع، والفضلة والنصب؛ ليستأنف ابن السراج النظر في طبيعة بناء النظام النحوي قبله مؤسسا بدوره هو الآخر للبنة نحوية دلالية تخضع في بنيتها المجردة للإسناد؛ بدل "البناء على" عند سيبويه؛ ومعلنا بشكل صريح التخلي عن الموضع النحوي لصالح الإعراب الظاهر ؛ فإن الزجاجي سيعيد خلخلة هاته الأسس ،والمبادئ ،والمفاهيم عبر الدراسة النقدية التحليلية لمضامينها، ومحاورها المؤطرة لها؛ قصد استكناه طبيعتها المنطقية، والمعرفية وتجلية أبعادها النظرية، والإجرائية في إطار نظرية جديدة هي نظرية علم العلم أي التأسيس لإبستمولوجيا علم النحو تستمد مشروعيتها من كون النحو علما قياسيا ومسبارا لأكثر العلوم لا يقبل إلا ببراهين وحجج، و تخليص النظام النحوي من الشبكة المفاهيمية الخارجة عن ذلك النظام ،وبناء شبكة مفاهيمية جديدة من داخل ذلك النظام على المستوى المقولي والمستوى التركيبي والمستوى الاستدلالي.