Les Places et les chances Repenser la justice sociale قراءة في كتاب

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التالي: 06 مارس 2025
من مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي

Les Places et les chances Repenser la justice sociale قراءة في كتاب

العربي عكروش
الملخص

ينطلق السياق العام لتأليف كتاب المواقع والحظوظ: إعادة التفكير في التفاوتات الاجتماعية" من اعتبار الهشاشة الاجتماعية كنتيجة مباشرة لتطبيق مقومات الحداثة في المجتمعات الغربية، خصوصا الاحتكام إلى العقل في كل شيء، وتوظيفه كأداة رئيسية للسيطرة عل العالم، وتحقيق السيادة البشرية عل الطبيعة. وباعتبار أن الإنسان كبنية مركبة ومعقدة، تتصرف وفق ما يمليه تكامل الأبعاد المشكلة لها، فإن الحديث عن العقل كجوهر للحداثة في المجتمعات الديمقراطية، يحيل على م أفرزته الهيمنة البشرية على العالم من جنوح مطلق نحو تجسيد الحرية عوض التشبث بالروابط والعلاقات الاجتماعية، فعلى حد تعبير آلان تورين" فقد لقد كان التحديث يؤكد أن تقدم التقنية والعقلانية لن تكون له عواقب وخيمة فقط بالنسبة لتصفية المعتقدات و التقاليد والامتيازات الموروثة من الماضي , بل انه يخلق مضامين ثقافية جديدة"[ - آلان تورين, نص النزعات ما بعد حداثية, سلسة دفاتر فلسفية 13 ترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي، ص 43.]. وأمام هذا التحول الجذري، وجد الإنسان الغربي نفسه أما مصير مجرد من الروابط الاجتماعية. لقد أصبح لزاما على الفكر الغربي المعاصر البحث عن سبل لتجاوز هذا المأزق الاجتماعي، والعمل على صك مفاهيم جديدة تناسب هذا المسعى، من قبيل العدالة الاجتماعية والاقتصاد التضامني للتخفيف من آثار الحداثة وإعادة قراءة المشروع الحداثي بمنظورين جديد ين متباينين، الأول يقوم على الاحتفاظ بالمشروع الحداثي بعد مساءلة منطلقاته وتطويرها، والثاني يدعو إلى التخلي كليا عن الحداثة مادام أن زمنها ولى إلى غير رجعة، مع ما يعنيه الأمر من التفكير في مشروع جديد يعيد للمجتمع توازنه وتماسكه وعدالته. والكتاب الذي نحن بصدد قراءته لا يخرج عن هذه القاعدة، يمثل واحدا من الكتابات الرامية إلى إعادة التفكير في التفاوتات الاجتماعية كإحدى إفرازات الحداثة لتحقيق العدالة الاجتماعية، والتخفيف من حدة التفاوتات الاجتماعيات في المجتمعات البشرية. وباعتبار أن مؤلفه فرنسوا ديبي أما من ناحية الالتزام الايديولوجي, لكاتب يساري التوجه، يلتزم من الناحية الإيديولوجية بمواصلة النضال من أجل القضاء على التفاوتات الاجتماعية، وبما أنه كذلك، يعتبر وريثا لسوسيولوجيا آلان تورين الذي اهتم بالمؤسسات واشتغالها، فإن الهم الأكبر لهذا الكتاب هو التأكيد على كون البشرية دخلت في زمن الحداثة المتأخرة المتميزة بوجهها المفردن ومؤسساتها الاجتماعية المتهالكة، والتي كانت إلى عهد قريب، تمثل مجموعة قيم ومبادئ ثابتة نسبيا ومتناغمة فيما بينها. فمشروعية الكتاب العلمية والمعرفية يستمدها من طموحه المعلن منذ البداية، والذي يتجسد في الرغبة في تقليص التوتر الحاصل في المجتمعات الديمقراطية بسبب المفارقة القائمة بين حماية مبدأ مساواة كل الأفراد الأساسي، ومواجهة واقع التفاوتات الاجتماعية، وجعل هذه التفاوتات مقبولة من لدن جميع فئات المجتمع.

More details will be added soon.

مجلات علمية