مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمدٍ وبعد: فهذا بحث بعنوان: منهج الإسلام في إصلاح ذات البين وأثره على المجتمع المسلم. وتظهر مشكلة البحث في: أن منهج الإسلام يكمن في حث الناس ودلالتهم على الخير والرشاد، والعيش في سلم وسلام وسكينة وألفة ووئام، وفي ظل تقدم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما يصحب ذلك من كثرة المعاملات واختلاف مشاربها ظهرت لنا في المجتمع بعضُ الخصوماتِ والنزاعات، وما يتبعها من أمور قد تصل إلى قطيعة الرحم وضياعٍ للحقوق، وليس أضرَّ على المجتمع من وجود نزاع بين أفراده، سواءً كان هذا النزاع داخلَ محيط الأسرةِ أو داخلَ المجتمعِ المسلم، لذلك قام الدين الإسلامي على إزالة هذه الخلافات بالترغيب في إصلاح ذات البين. ومن أهم أهداف البحث: ربطُ إصلاحِ ذاتِ البين بالمنهج الإسلامي وأثرهُ على المجتمع المسلم وذلك من خلال التعريف بمنهج الإسلام في إصلاح ذات البين، وذكر أقسام الصلح، وشروطه، وأبرز الأحكام الخاصة به من منظور المنهج الإسلامي، ومعرفة الصفات التي ينبغي توافرها لدى المصلحين، ومعرفة أبرز مقومات نجاحه، وأبرز معوقاته، وذكر آثاره الاجتماعية. وقد اعتمدت في منهج البحث على: المنهج الوصفي والمنهج التحليلي. ومن أهم نتائج البحث: أن الإسلام جاء بالقرآن والسنة، لدعوة الناس للإجتماع والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف، والدعوة إلى إصلاح ذات البين، وأن لإصلاح ذات البين أثر كبير في استقرار المجتمع، والقضاء على الأحقاد والضغائن، وبث الحب والأمن والسلام، وعلى المصلح أن يتحلى بالإخلاص، والعلم، والعدل، وقوة الحجة، والإلمام بفنون القول والإقناع، والحرص على الصلح، والصبر لتحقيقه، وأيضاً من أهم التوصيات التي أوصي بها: إنشاء جمعيات خيرية متخصصة في إصلاح ذات البين تجمع نخبةً من أهل العلم والفضل والعقل والحكمة والحلم يكونون مؤهلين للقيام بهذا الدور وعلى دراية كاملة بفضيلة الإصلاح، ليقوموا بدورهم في الحفاظ على المحبة والوئام بين الناس، وإعداد برامجَ خاصة تقدم من خلال وسائل الإعلام تهتم بإصلاح ذات البين.