مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
أصبحت الصورة في عصرنا الحالي جزءا أساسيا من المشهد الثقافي، وعنصرا لا غنى عنه في أي مجتمع من المجتمعات، وأضحت ملمحا بارزا يتخلل الأنشطة الإنسانية، على ما بينها من تباين وتنوع، فالحياة اليومية تزدحم بالفعاليات التي لا تنفك الصورة فيها أن تكون ذات أهمية كبيرة.وليست التربية والتعليم بمنأى عما قيل، بل إن ثقافة الصورة لا تتمظهر بشكل طاغ كما تتمظهر في قطاع التربية والتعليم، وجزءا من الوسائل التعليمية المعينة. وقد كان الاهتمام باستثمار الصورة في مجال التربية والتعليم مدار الاهتمام منذ القديم، نظرا للتفطن المبكر لما تتمتع به الصورة من قوة، وسلطة،وقدرة على التأثير والإقناع، حيث سمحت لها كل هذه الخصائص وأخرى متعددة بأن تكون الناقل الأمين للأفكار والدلالات، ولذلك سعت الحضارات على اختلافها إلى الاستفادة من ثراء الصورة، وقدرتها على النقل الصحيح للدلالات، خاصة في مجال التعليم، ونجد هذا الاهتمام لدى الإغريق ف "منذ 3000سنة نجد أن الرياضيين الفيتاغوريين كانوا يرسمون صورا هندسية فوق الرمل ليوضحوا دروسهم من خلالها" ، كما أنه "منذ 1881قام جان ماصي مؤسس الرابطة التعليمية بإدماج عروض المصباح السحري في محاضراته الشعبية ...بيد أن الأب بايي وهو تبشيري وخريج المدرسة البوليتقنية بباريس...كان قد أدرك قبل هذا التاريخ ضرورة المزج بين قوة المطبوع وسلطة الصورة، سواء كانت الصورة عبارة عن لوحة حفرية أو حجرية ملونة" .