مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
ترمي هاته المقالة إلى تسليط الضوء في البداية على النظام المنطقي الأرسطي في بعده المقولي الذي يتأسس على ثوابت منطقية وأنطولوجية، وميتافيزيقية؛ إذ ترتكز بدورها على مركزية الجوهر الذي ينقسم إلى كلي وجزئي ، وإلى حسي ومفارق. كما أن ذلك النظام يسعى إلى الإمساك بالماهية الكلية العقلية للأشياء. لكن إذا انتقلنا عند ابن حزم؛ فإنه سيدخل متغيرا جديدا هو متغير الخلق الذي ينفي وجود جواهر مفارقة وكلية ومطلقة وعقلية ؛ حيث يقرر أنه لا وجود إلا للخالق والمخلوقات وأن الخالق ليس جوهرا ؛ وبالتالي سينعكس ذلك كله على الطابع الكلي للمقولات المنطقية والأنطولوجية والميتافيزيقية ، إذ سيتراجع ذلك الطابع الكلي للمقولات ، وتصير هاته الأخيرة جزئية حسية تنحصر وظيفتها في الوظيفة البيانية؛ لأنها ترتد في أبعادها المختلفة إلى بنيات لغوية وليس إلى بنيات فكرية كلية.