مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إنَّ النص الشعري العربي من النصوص الادبية مليئة بالصور الطبيعة المختلفة الصامتة والمتحركة ، التي تمنح الدارس صيغاً ادبياً للبحث والاستقصاء ، فكل جانبٍ من جوانب هذه الطبيعة يمكن أن تكون محض اهتمام الباحثين، فالدراسات الحديثة أعطتْ مساحة واسعة للبحث في صورها بسياقات جديدة، فالدراسات الحديثة مثلاً أغدقت من مفاهيمها الشيء الكثير ، فَاجْتُلِبَتْ تلك المفاهيم إلى عالم الطبيعة الصامتة والمتحركة ، إذْ شجعت على ذلك ذوبان الحدود بين الاجناس الادبية وعالم الطبيعة ، فلم يعد السرد والحوار ، بل تعدّى ذلك إلى الطبيعة المحيطة بنا ، لا كعناصر طبيعية مقحمة ،بل كعناصر مشكّلة للهيكلية الادبية وبنية الشعرية فلا نتفاجأ ـ إذن ـ إذا ما وجدنا دراسات في سيمائيات شعر الفرسان في العصر الاموي ، وما إلى ذلك من صور البلاغية تصبُّ في هذا الاتجاه نفسه .والتصوير ـ كتقنية حوارية ـ يمكننا أن نلج به إلى عالم الفرسان في العصر الاموي بلا قيود ،وذلك انطلاقاً من شيوعها في سياق الشعري للفرسان ، إذ لا تكاد تخلو قصيدة شعرية و مقطوعة و بيت شعري من حوار أو وصف او الحركة او السمع يشكل مشهداً منفرداً أو مركباً يغري الباحثين للخوض في الدراسة والبحث ... وهذا ما شجّعني لاختيار هذا الموضوع عنواناً لبحثي ( الطبيعة عند شعر الفرسان في العصر الاموي )،دراسة تحليلية وقد جعلته في مبحثين يسبقهما مقدمة عرضتُ فيه مفهوم الطبيعة بوصفها تقنية فنية ، على نحوٍ موجز وسريع. فجاء المبحث الأول تحت عنوان الطبيعة الصامتة عند شعراء الفرسان في العصر الاموي ، وفي المبحث الثاني الذي كان تحت عنوان (الطبيعة الصامتة عند شعراء الفرسان في العصر الاموي) تناولتُ الطبيعة المتحركة وعلاقتها بالشخصيات الفروسية فدرستُ تلك العلاقة باستفاضة من خلال حركة الشخصيات وحوارها وانصهار الطبيعة معها ، ثمَّ أشفعتُ البحث بخاتمة ، أبرزتُ فيها أهم الخطوط العامة لنتائج البحث، واتبعتُ هذه الخاتمة بقائمة للمصادر والمراجع ، واقتضى المنهج الذي سرت عليه ،المنهج التحليلي.