مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار الحادي والعشرون: 06 مارس 2024
من مجلة الشرق الأوسط للنشر العلمي

الحركة العلمية لدولة المرابطية

د. ابراهيم لبصير
الملخص

وجهت عدة اتهامات للمرابطين من طرف بعض المستشرقين تصفهم بأنهم أهل صحراء بدو، حققوا انتصارات دينية عسكرية عملت على تأخير الزحف الصليبي على الاندلس لمدة أربع قرون، وفي الوقت نفسه حطمت صرح الحضارة الاندلسية ومظاهرها لعدم مبالاتهم بأساليب الحضارة المتمدنة، وبهذا خلا عهدهم من الاتجاهات العقلية الفلسفية والفكرية كما تأخرت عندهم العلوم والفنون والشعر والأدب. ومن بين هؤلاء المستشرقين الهولندي "ذوني" الذي يصفهم بالجهل ويسم عصرهم بالظلام قائلا:" كان مجئ المرابطين الى بلاد الأندلس نذير بانقلاب بعيد المدى، فقد دالت دولة الحضارة، وقامت الهمجية على انقاضها" . وكل هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة اذا لم يكد المرابطون يستلمون قيادة البلاد المغربية حتى عملوا على توحيد افريقيا الشمالية خاصة والغرب الاسلامي عامة تحت شعار العدالة والمعرفة، وفعلا وفقوا في توحيد واعادة تنظيم البلاد، وتطبيق العدالة والمساواة بها، كما سعو الى تعميم الحركة العلمية وعملوا على ازدهارها والشئ الذي أعان المرابطين في بلوغ هدفهم هذا هو وضعية الأندلس. فان اشتغال ملوك الطوائف بتوافه الأمور كبناء القصور الضخمة وتلاعبهم بشؤون الأمة و العمالة في بعض الاحيان لملوك قشتالة ضد بعضهم البعض، دفعت العديد من العلماء الى مغادرة الأندلس والبحث عن ملجأ لهم، فكان هذا الملجأ هو أرض المغرب، مما ساعد على تدعيم أسس الدولة الجديدة، والى جانب العلماء الاندلسيين نجد كذلك علماء القيروان الذين أموا المغرب الأقصى بعد أن قضى بنوهلال على القيروان، وهدموا معالمها، وخربوا مملكة بني زيري الصنهاجية، فتفرق العلماء في المغرب الأقصى وحسب ما ذكره النويري في نهاية الادب" ان مدارس القيروان اقفرت بعد غارات عرب بني هلال، وهكذا كان القرن الرابع، نهاية مجد القيروان، وبداية ازدهار الثقافة في المغرب" .

تحميل الملف PDF