مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
موضوع هذه الورقة العلمية : "ضوابط منهجية للتعامل مع السنة النبوية المطهرة" ، وما دعانا لتناول هذا الموضوع هو تلك الهجمة الإعلامية الشرسة التي تطاولت على السنة النبوية والحديث الشريف، وهم أشخاص من بني جلدتنا يظهرون الولاء للإسلام والمسلمين، ويبطنون العداء لهذا الدين وأهله، والغريب في الأمر أن معظمهم بعيدون كل البعد عن علوم الشريعة الإسلامية عامة وعن فقه الحديث والسنة بوجه خاص ، إلا أنهم يجدون آذانا صاغية وقلوبا لاهية تستهلك ما يقولون ، كونهم هيئت لهم منابر اعلامية خاصة لاستقطاب فئات الشباب. سواء كانوا من دعاة الغلو والتطرف، الذين يكفرون فيقتلون ويفجرون ظلماً وعدواناً، ثم ينسبون ذلك للإسلام والمسلمين_ والإسلام براء منهم ومن أفعالهم المشينة_، أو كانوا من دعاة الجهل والتمييع الذين لا يحرصون على تمييز كلام النبي ﷺ من الروايات الضعيفة والمكذوبة، فيشيعون بين الناس الخرافات والأكاذيب، وينسبونها إلى النبي ﷺ، مما ينفر أصحاب العقول الراجحة والفطر السليمة عن الإسلام. أو كانوا من المعطلة الجدد أصحاب الأجندات المعادية للإسلام والسُنّة النبوية، الذين طعنوا في السنة رواتها وكتبها، ناعتين أنفسهم بالقرآنيين، مستهدفين إقصاء السنة النبوية، أو إعادة تأويلها ضمن نسق حداثي يتماشى مع الفكر العلماني ويؤسس لفكر على طرازه في حلة إسلامية معصرنة، جاهلين أو متجاهلين قوله سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ (النساء: 56) فطاعة الله عز وجل تستلزم طاعة رسوله المختار ﷺ ، والقرآن الذي يدعون اتباعه هو من دعانا لاتباع الرسول ﷺ وتطبيق سنته. وقد اهتم علماؤنا الأجلاء قديما وحديثا اهتمامًا فائقًا بالسنة النبوية، ولم يدخروا جهدا ولا وقتا في سبيل خدمتها والمحافظة عليها الدفاع عنها، ومحاولة ضبط التعامل معها بقواعد ومعالم واضحة، لتفادي الزلل والخطإ في فهمها، ولتنزيلها التنزيل الصحيح الذي يوافق مراد الشرع وأحكامه.